تفاصيل مقتل سائق على يد صديقه بعد تخديره في المقطم
هاجر عبدالعليمشهدت منطقة المقطم حادثة مأساوية، حيث لقي سائق مصرعه على يد صديقه وشخص آخر، بعد استدراجه من منطقة المطرية، وتخديره، ثم إلقائه من أعلى قمة جبلية. *أقوال الزوجة تكشف…
أصالة وطن
شارك فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمالك مصطفى نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي اليوم في الملتقي الفكر الإسلامي بجامع البقلي بأسيوط عقب صلاة التراويح، تحت عنوان: “شهر رمضان.. موائد الطاعات” برعاية معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، و الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، شهدت تاسع ليالي شهر رمضان المبارك انعقاد ملتقى الفكر الإسلامي في رحاب المسجد الجامع “البقلي” بمدينة أسيوط، عقب صلاة التراويح، حيث اجتمعت القلوب على مائدة القرآن الكريم، وانصهرت الأرواح في أجواء روحانية مفعمة بالنور والإيمان، في لقاء يفيض بالعلم والمعرفة، ويرسّخ مفهوم التنمية المستدامة في ضوء الرؤية الإسلامية والتجربة المصرية الرائدة.
وسط حضور مهيب من العلماء والدعاة وجموع المصلين الذين توافدوا من كل حدبٍ وصوب، تحفّهم نفحات الشهر الفضيل، انعقدت هذه الندوة العلمية المباركة تحت عنوان “التجربة المصرية في التنمية المستدامة – الوادي الجديد أنموذجًا”، حيث قدّم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمود مهني محمود، عضو هيئة كبار العلماء، ، محاضرات علمية قيّمة تفيض بالحكمة والتأصيل الشرعي، ممزوجة برؤية تحليلية معاصرة لما تحقق من إنجازات تنموية عظيمة على أرض الواقع.
تحدث الأستاذ الدكتور محمود مهني محمود عن مفهوم التنمية المستدامة في ضوء الشريعة الإسلامية، مبينًا أن الإسلام جاء برسالة متكاملة تدعو إلى إعمار الأرض، وإقامة ميزان العدل، وتحقيق الرفاهية للإنسان دون إضرار بالبيئة أو استنزاف للموارد، بل إن التعاليم الإسلامية تحثّ على ترشيد الاستهلاك، وإعادة التدوير، وحماية الطبيعة، والعدالة الاجتماعية، وهي المبادئ ذاتها التي تقوم عليها فكرة التنمية المستدامة عالميًا. وأوضح فضيلته أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يزخران بالتوجيهات التي تؤسس لمفهوم التنمية الشاملة، مستشهدًا بقول الله تعالى: “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”، مبينًا أن الاستعمار هنا بمعنى التعمير والبناء، لا التخريب والإفساد، كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل”، وهو توجيه واضح لاستمرارية العطاء والبناء حتى في أحلك الظروف.
ثم انتقل فضيلته إلى الحديث عن التجربة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية قد خطت خطوات واسعة نحو إحداث نهضة اقتصادية وعمرانية شاملة، تستند إلى رؤية علمية متكاملة، تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطن، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الأمن الغذائي، وضمان العدالة الاجتماعية. وأوضح أن مشروع استصلاح الأراضي في الوادي الجديد يعد نموذجًا حيًا لما يمكن أن تحققه الإرادة الصادقة والتخطيط المدروس، حيث تحولت تلك الأراضي القاحلة إلى رقعة زراعية خصبة، بفضل الجهود الدؤوبة، والتكنولوجيا الحديثة، والرؤية الثاقبة التي وضعتها القيادة السياسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للزراعة المستدامة.
أما الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى، فقد تناول في كلمته الجوانب العلمية والاقتصادية لمفهوم التنمية المستدامة، موضحًا أن التنمية ليست مجرد مشروعات اقتصادية أو بنى تحتية، بل هي عملية متكاملة تشمل الإنسان والمجتمع والثقافة والقيم، إذ لا يمكن لأي نهضة أن تكتمل إلا إذا صاحبها وعي مجتمعي، وتعليم جيد، وإدارة رشيدة للموارد، وانضباط أخلاقي يعزز من استمرارية التنمية. وأوضح فضيلته أن مصر استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تحقق طفرة هائلة في مختلف المجالات التنموية، من خلال تطوير شبكة الطرق والكباري، وإنشاء المدن الجديدة الذكية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة والمشروعات الزراعية الكبرى، ما جعلها تحتل موقعًا رياديًا في المنطقة.
وأشار إلى أن محافظة الوادي الجديد تعد من أبرز النماذج التنموية التي تعكس نجاح التخطيط الاستراتيجي، حيث شهدت في السنوات الأخيرة استثمارات ضخمة في مجال استصلاح الأراضي، وتحلية المياه، والتوسع في الزراعات غير التقليدية، مثل زراعة النخيل والفاكهة النادرة، والاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. كما استعرض فضيلته أبرز المشروعات القومية التي يجري تنفيذها في المحافظة، مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان، والمشروعات الزراعية الحديثة التي تعتمد على تقنيات الري الذكي، والمزارع النموذجية التي تحقق إنتاجية عالية بموارد أقل، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، ويدعم الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل للشباب.
وخلال الجلسة التفاعلية التي أعقبت المحاضرات، طرح الحاضرون تساؤلاتهم حول مستقبل التنمية المستدامة في مصر، وكيف يمكن للمواطن العادي أن يساهم في هذه المسيرة التنموية، حيث أوضح المحاضران أن التنمية ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل تحتاج إلى تكاتف المجتمع، وإعلاء قيمة العمل والإنتاج، وتشجيع المبادرات المجتمعية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما أكدا أن التوعية بأهمية التنمية المستدامة يجب أن تبدأ من الأسرة والمدرسة ودور العبادة، لترسيخ ثقافة الحفاظ على الموارد، وتعزيز روح المسؤولية، وتشجيع الشباب على الابتكار وريادة الأعمال.
اختتم اللقاء بدعاء خاشع، رفع فيه الحضور أكف الضراعة إلى الله، سائلين أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يبارك في جهود التنمية التي تبذلها القيادة الرشيدة، وأن يجعل هذه الأمة في مقدمة الأمم حضارةً ونهضةً وعطاءً.
لقد كانت تاسع ليالي رمضان في المسجد الجامع “البقلي” ليلةً متميزةً بكل المقاييس، اجتمع فيها نور الإيمان مع شعلة الفكر، وامتزج فيها عبق التاريخ بأحلام المستقبل، لترسم صورةً مشرقةً لمصر التي تسير بخطى ثابتة نحو التنمية، مرتكزةً على العلم والدين والقيم الأصيلة، مجسدةً بذلك النموذج الإسلامي الحضاري الذي يجمع بين الإيمان والعمل، وبين الروح والعقل، وبين الأصالة والمعاصرة.
