مقالات

أحمد صادق يكتب: من سفاح الإسماعيلية إلى سفاح الأقصر (2025) : تأثير المخدرات على المجتمع”

أحمد صادق يكتب: من سفاح الإسماعيلية إلى سفاح الأقصر: تأثير المخدرات على المجتمع"
الأستاذ أحمد صادق رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع ومجلة اصالة وطن

جرائم بشعة تهز المجتمع

أحمد صادق يكتب.. خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات مرعبة من مدينة الأقصر، حيث ظهر شخص يقتل آخر ويقطع رأسه، ثم يتجول بها في الشارع. زادت من هول الحادث رواية بعض الشهود الذين أكدوا أن الجاني كان يأكل من رأس الضحية في مشهد مرعب يعكس قسوة ووحشية لا يمكن للعقل البشري استيعابها.

أحمد صادق يكتب: من سفاح الإسماعيلية

تذكرت فوراً حادثة “دبور” في الإسماعيلية التي هزّت المجتمع المصري في نوفمبر 2021، حيث أقدم الجاني على ذبح الضحية وفصل رأسه عن جسده، ثم تجول بها في الشارع أمام المارة في مشهد مرعب.


تشابه الفظائع

الحادثة الأخيرة في الأقصر تحمل بعض التشابه مع جريمة الإسماعيلية من حيث الوحشية في التنفيذ. في الفيديو، يظهر الجاني وهو يذبح ضحيته في الشارع باستخدام آلة حادة، ثم يحمل رأسه ويتجول بها بين الناس. الفارق بين الحادثين، بحسب بعض الشهادات، يكمن في أن خلافات شخصية لم تكن موجودة بين الجاني والمجني عليه في حادثة الأقصر، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع الجريمة.


المخدرات: العامل المشترك الخطير

العامل المشترك الأبرز بين الحادثين هو المخدرات، وتحديداً “مخدر الشابو”. فقد اعترف سفاح الإسماعيلية بتعاطيه المخدرات قبل ارتكابه للجريمة، وكذلك تحدث شهود في حادثة الأقصر عن تعاطي الجاني لنفس المخدر.

أقرا أيضا : أحمد صادق يكتب : رفض سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.. ضرورة الحفاظ على الأرض والهوية الفلسطينية (2025)


نداء إلى ضحايا الإدمان

رغم قسوة الحادثين وبشاعتهما، إلا أن تفكيري اتجه إلى جميع المدمنين سواء لمخدر الشابو أو غيره. عزيزي ضحية الإدمان، المجرم كان يتعاطى مادة الشابو، فهل تنتظر أن تصبح مثله؟


جرائم المخدرات والعواقب الوخيمة

إن نهاية الطريق مع المخدرات لن تكون سوى جريمة؛ فمن لم يسرق أهله بعد، سيفعل، ومن لم يقتل، سيقتل، ومن لم يرتكب أيًا من ذلك، سيفقد عقله. المخدرات لا تدمر الشخص المدمن فحسب، بل تدمر أسرته وكل من يرتبط به. هل تخيل المدمن أنه سيصبح يوماً ما سارقًا أو سفاحاً؟ كم من الحوادث شاهدنا فيها أشخاصًا قتلوا أقاربهم أو جيرانهم في لحظات فقدان العقل التي تسببها المخدرات؟


الإحصائيات المؤلمة

الدراسات الرسمية في مصر تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم. وفقاً لدراسة أعدها المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان المصري، فإن 79% من الجرائم في مصر يرتكبها أشخاص تحت تأثير المخدرات. وتشير إحصائيات أخرى إلى أن 86% من جرائم السرقة والسطو يرتكبها مدمنون يسعون للحصول على المال لشراء المخدرات.

أقرا أيضا : أحمد صادق يكتب : مشاهد امتحانات الشهادة الإعدادية (2025).. مهزلة تمثيلية واعتداء على المراقبين


رسالة أمل للمدمنين

عزيزي ضحية الإدمان وأصدقاء السوء، ألم يحن الوقت لإصلاح ما أفسدت؟ أن تعالج ما أمرضت؟ أن تحافظ على ما تبقى؟ أن تكسب رضا والديك من جديد؟ أن تستمتع بجو أسري هادئ؟ أن تأخذ بزمام حياتك، وتعالج ما كسرته، وتعيد بناء جسور الثقة مع نفسك وأحبائك؟

لا تزال الفرصة أمامك لتحيا من جديد. انتفض لنفسك واهزم المخدرات. هي ليست ملاذًا للهروب من الواقع، بل هي طريق نحو الضياع والانحدار. إنها تسرق منك صحتك، عقلك، ومستقبلك. ألم يحن الوقت لتنتفض على هذا الكابوس؟

أقرا أيضا : رئيس مجلس إدارة أصالة وطن: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين مرفوضة 2025 .. ومصر تحمل القضية على عاتقها


الخطوة الأولى نحو التغيير

تذكر أن الحياة مليئة بالفرص الجديدة، وأن التغيير يبدأ بخطوة شجاعة منك. لا تجعل الإدمان يحكم مصيرك، فالقوة الحقيقية هي في أن تقول “لا” وتبدأ من جديد. أنت تستحق حياة أفضل، فابدأ الآن قبل فوات الأوان. لديك القوة على اتخاذ القرار الصحيح والابتعاد عن هذه السموم، والبحث عن طرق صحية وأفضل للتعامل مع ضغوط الحياة.


العودة إلى الله والإصلاح

تذكر، أن كل قرار تتخذه اليوم يؤثر على حياتك ومستقبلك، فلا تدع المخدرات تكون جزءاً من تلك الرحلة. ما زالت أمامك فرصة للعودة إلى الله وإصلاح حياتك، وبدء حياة جديدة صالحة. أعانك الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com