المساواة بين الرجل والمرأة: شراكة عادلة أم صراع مستتر؟

بقلم / د. رانيا مصطفى

لا أتنازل… وهو لا يقبل نقاشًا!”في زمنٍ تتبدل فيه الأدوار وتُختبر فيه المفاهيم التقليدية للعلاقة بين الرجل والمرأة، تبرز “المساواة” كقيمة محورية تثير التساؤلات.

هل المساواة مطلبٌ عادل في ظل وعي المرأة المتزايد ومشاركتها في مجالات الحياة كافة؟ أم أنها تحوّل العلاقة إلى ميدان صراع خفي تغيب فيه المودة؟في هذا المقال، نقف على خط التماس بين “المساواة الضرورية” و”المساواة التهديدية”، ونحاول أن نفكك هذا المفهوم كما تعيشه مجتمعاتنا لا كما يُطرح نظريًا فقط.

المساواة: تعريفها وأصل المشكلة المساواة ليست خصومة، بل تعني التكافؤ في الكرامة، والاحترام، وتقدير الآراء.

لكنها كثيرًا ما تُفهم على أنها صراع سلطوي أو تمرّد من أحد الطرفين.

هنا تبدأ المشكلة وسوء الفهم ؛ إذ يربط البعض بين “المرأة التي تطلب المساواة ” و”المرأة المتحدية”، وكأنهما شيء واحد.

متى تكون المساواة ضرورة؟في مجتمعات شهدت سنوات طويلة من اختلال ميزان القوة لصالح الرجل، لذلك أصبحت المساواة مطلبًا للعدالة، لا للهيمنة.

المرأة اليوم تعمل، وتفكر، وتشارك، وتتحمل الأعباء ذاتها، فلماذا لا تكون شريكة كاملة في اتخاذ القرار، لا تابعًا؟في المساواة، يشعر الطرفان بالأمان الفكري، ويُتاح لكل منهما التعبير عن ذاته دون خوف من القمع أو السخرية.

لكن متى تتحول المساواة إلى تهديد؟الخطر لا يكمن في المساواة نفسها، بل في طريقة ممارستها. حين تتحول إلى سباق لإثبات القوة، أو إلى عناد مقنع، فإن العلاقة تنهار تدريجيًا.

في بعض الحالات، تُستخدم المساواة كسلاح لكسر الآخر أو للسيطرة العاطفية، فتصبح العلاقة أشبه بـ”شد الحبل” لا شراكة متوازنة.

رأي الوسط: المساواة بعين النضج المساواة لا تعني التشابه التام في كل شيء، بل الاحترام المتبادل رغم الاختلاف.

العلاقة الناضجة تُبنى على الحوار، والتنازلات الذكية، والاعتراف بأن لكل طرف نقاط قوة وضعف، وأن التكامل أجمل من التشابه.

المساواة في العلاقة ليست خيارًا ثانويًا، بل ركيزة أساسية لشراكة قائمة على الاحترام. لكنّها، ككل القيم، تحتاج إلى وعي في ممارستها.

فالعلاقة الناجحة ليست حلبة صراع، بل مساحة تفاهم. والسؤال الأهم: هل نحن مستعدون لنعيش المساواة لا كمواجهة… بل كشراكة ناضجة؟ هل تُمارس المساواة في مجتمعاتنا أم مازالت النظرة الذكورية ورغبته في استعراض قوته، خاصة في ظل الجرائم التي نشهدها مؤخراً سواء حالات الضرب الُمبرح للزوجات الذي ينتهي في بعض الحالات بإزهاق روحها وتُصبح جثة هامدة تاركة ورائها أطفالها الصغار بدون أم، أو الاختلاف في الحوار الذي قد ينتهي بقتلها …سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل الأحداث الحالية.

Related Posts

اترك بصمة يفخر بها الجيل من بعدك

بقلم: فاطمة الخياط في ظل الحياة التي تملأها التحديات والآمال، يتحتم علينا أن نسعى بكل ما لدينا من قوة وهمة لنترك أثرًا يمتد صداه إلى الأجيال القادمة. الأمل هو شعلة…

تزوير أوراق وقطعة أرض.. بوسي شلبي ترد على أنباء طلاقها من محمود عبد العزيز

كتبت هاجر عبد العليم تزوير أوراق وقطعة أرض ردت الإعلامية بوسي شلبي، على الأنباء المتداولة خلال الساعات القليلة الماضية، التي تفيد بأن الفنان محمود عبد العزيز طلقها قبل وفاته، وأنها…

فاتك

زيادة المرتبات والمعاشات تدخل حيز التنفيذ من يوليو.. ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه

زيادة المرتبات والمعاشات تدخل حيز التنفيذ من يوليو.. ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيه

أفضل شهادات الادخار بأعلى عائد سنوي وشهري في البنك الأهلي المصري

أفضل شهادات الادخار بأعلى عائد سنوي وشهري في البنك الأهلي المصري

القبض على شخص يدير كيانًا تعليميًا غير مرخص في الجيزة بتهمة النصب والاحتيال

القبض على شخص يدير كيانًا تعليميًا غير مرخص في الجيزة بتهمة النصب والاحتيال

ضبط 13 ألف و 800 زجاجة خل غير صالح للاستخدام بمركز المراغة شمال محافظة سوهاج

ضبط 13 ألف و 800 زجاجة خل غير صالح للاستخدام بمركز المراغة شمال محافظة سوهاج

سوريا تدعو مجلس الأمن للتحرك بعد توغل عسكري إسـ،،ـرائيــ،،،ـلي واختطاف 7 أشخاص في دمشق

سوريا تدعو مجلس الأمن للتحرك بعد توغل عسكري إسـ،،ـرائيــ،،،ـلي واختطاف 7 أشخاص في دمشق

محافظ الإسكندرية يوجه بوقف بيع اللحوم بأسعار مبالغ فيها ويغلق 12 مقهى مخالفًا

محافظ الإسكندرية يوجه بوقف بيع اللحوم بأسعار مبالغ فيها ويغلق 12 مقهى مخالفًا
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com