Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تعليممحافظات

أ.د/محمد جابر الخبير التربوي بمصر والوطن العربي في حوار خاص لأصالة وطن: “الإنسانية والمسئولية والتفكير العلمي أساس النهضة “.

 

حوار : محسن وفقي

 

  في إطار إيمان : ” أصالة وطن ” بأهمية الفكر والمفكرين , وأن تقدمنا يعتمد على رؤية البحث العلمي والخبراء في كافة المجالات لذا كان لنا هذا الحوار مع الخبير التربوي بمصر والوطن العربي ا.د محمد جابر .

   ……………………..؟

هو الأستاذ الدكتور محمد جابر قاسم أستاذ مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية وطرق تدريسهما ,ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب بجامعة أسيوط . حصل على الدكتوراه من جامعة أسيوط عام 1997م . وحصل على درجة أستاذ مساعد من المجلس الأعلى للجامعات بمصر عام 2004 م . وحصل على نفس الدرجة ( أستاذ مشارك ) من جامعة الإمارات عام 2006 م كما حصل على الأستاذية من المجلس الأعلى للجامعات بمصر عام 2010 م . وحصل على الأستاذية من جامعة الإمارات عام 2015 م .

حصل أيضا على جائزة خليفة التربوية فئة البحوث التربوية الإجرائية المتميزة في الدورة الخامسة 2011 م . وحصل على جائزة الشارقة للتمييز التربوي عن فئة البحث التطبيقي 2016 م .

    لديه أكثر من عشرين كتاباً منشوراً في مجال التخصص . منها ست كتب مقررة على طلاب كليات التربية بالجامعات العربية . ولديه أكثر من ثلاثين بحثاً ومقالة منشورة . شارك في أكثر من عشرين مؤتمراً علمياً, وأوراق بحثية , حكم عدداً كبيراً من البحوث العلمية . وفحص النتاج العلمي لباحثين كثيرين متقدمين على مستوى الوطن العربي في ثلاث وعشرين جامعة عربية . وقيم كتباً دراسية وغير دراسية .

    كما حصل على ثلاثة عشر مشروعاً بحثياً ممولاً من المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة , وهو أحد أجهزة مكتب التربية العربية لدول الخليج .

 وقام بتدريس كثيراً من المقررات في مجال التخصص لمرحلتي البكالوريوس والماجستير .

  كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة أسيوط والإمارات وماليزيا , شارك في حصول كلية التربية على الاعتماد الأكاديمي

وشارك في إعداد معايير بعض الجوائز التربوية   مثل جائزة حمدان بن راشد , وجائزة خليفة التربوية , وجائزة الشارقة للتميز التربوي . وجائزة الشيخ محمد بن خالد للأجيال . وجائزة صناعة القادة لمركز الشيخ محمد بن خالد . وعمل أميناً ومحكماً به .

وشارك في إعداد وثيقة التربية الإسلامية لعام 2003 . وترأس لجنة تأليف مناهج التربية الإسلامية المطورة بوزارة التربية والتعليم بالإمارات العربية المتحدة لعام 2013 .

وترأس لجنة تأليف مناهج التربية الإسلامية المطورة بوزارة التربية والتعليم بالإمارات العربية المتحدة في الفترة من 2014 : 2016 م . وقدم العديد من ورش العمل على مستوى الجامعة والميدان التربوي في الوطن العربي . وشارك في إجراء عدد من الدراسات للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج .

كما قدم عدة برامج تدريبية للميدان التربوي والمجتمع على مستوى دولي في الوطن العربي . وشارك في لجان على مستوى الجامعة والمجتمع التربوي .

ومنذ عودته ساهم في تدريب قرابه 1000 طالب على محو أمية الكبار في مشروع قومي لمركز تعليم الكبار بالتعاون مع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار ، واحتفلت الجامعة بحضور ا. د . طارق الجمال رئيس الجامعة بمرور 5 سنوات على إنشاء المركز وقام الأستاذ الدكتور محمد جابر بتقديم الحفل ، وهذه المساهمة من الأعمال التي يعتز بها لأنها خدمة لمشروع قومي فيه خير لمصر الحبيبة.: وبوصفه وكيلا لكلية التربية أشرف ونظم كثير من الأنشطة من خلال إدارة رعاية الشباب بالكلية

 

………………..؟

   سبب عودتي هو أن مصر هي وطني ومهما ابتعد الإنسان عن الوطن سيظل هو الحضن الذي لابد من العودة إليه فيكفي انك في بلد لست بحاجة فيه إلى تصريح للإقامة , ولا يعني هذا أني رجعت مضطراً بل على العكس فقد تركت عامين من مدة إقامتي هناك وكان متاح لي الحصول على الإقامة الذهبية كما نصحني بعض الأصدقاء هناك, ولكن قلت كفي ثمة حاجة للعودة , لأن هنا الروح , اعترف أنهُ توجد فوارق في طبيعة الحياة من حيث مستوى الرفاهية ولكن هنا الحياة ,ولكم سعدت عند عودتي إلي مدرجات كليتي والي طلابي التي بدأت منها فضلا عن عائلتي وأهلي وأصدقائي ومعارفي .

…………………؟

    اعتز بتجربة النهضة في الإمارات العربية الشقيقة وهي حصيلة جهد علمي وفكري لذا حققت طفرات سريعة في عده مجالات كان من أهمها التعليم بكافه مراحله سواء ما قبل الجامعي أو الجامعي  وقد شاركت في العديد من الفاعليات المتعلقة بهذا الصدد من خلال دراسات أو كتابات أو مشاريع بحثية . 

 

………………….؟

   لقد أستفدت من تجربتي الكثير على المستوى المعرفي والأكاديمي والاجتماعي وفي العديد من المجالات الأخرى , واذكر على سبيل المثال الاطلاع على ثقافات أخرى والتعامل مع جنسيات متعددة وديانات مختلفة , وعادات وتقاليد متنوعة       والنتيجة التي خلصت منها تتلخص في كلمة واحدة هي الإنسانية فعلى الرغم من تنوعنا إلا أننا جميعا يجب ألا ننسي إنسانيتنا المشتركة ؛ خاصة مع بروز داء التعصب الذي له خطورة كبيرة على السلم الاجتماعي, ويعيق تقدم الدول ورقي الشعوب .

 فالعصبية آفة اجتماعية ينبغي معالجتها من خلال تكاتف جميع الجهات والمؤسسات ولاسيما التربوية وقبلها الأسرة .

…………………..؟

  أنا رائد أسرة طلابية اسمها ( we can ) لأني أؤمن بأهمية الأنشطة الطلابية    لأبنائنا الطلاب والطالبات الذين يحتاجون منا إلى كثير من الجهد فهذا ضمن رسالتنا الأساسية, وواجب علينا في بناء شخصية الطالب خاصة, وأن الشباب بالفعل طاقة وحيوية؛ ولكن تحيط به عدة مؤثرات قد تأخذه في اتجاهات أخرى؛ لذا تبنت الأسرة العديد من الأنشطة الفكرية والثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية لأن مرحلة الجامعة هي من أهم مراحل الإنسان, والتي يكون لها أكبر الأثر في تشكيل وعيه وشخصيته مستقبلاً .

………………….؟

     الشباب في الإمارات ومصر والشباب العربي أمامه معركة هامة خاصة مع التطور التكنولوجي السريع , وهي معركة الوعي, ووجدت في الإمارات الشباب مقبل علي التطوير, وبناء الشخصية وتثقيف نفسه , ويمكن لأي متابع أن يكتشف بسهولة إقبال الشباب هناك على التنمية البشرية وتنمية المهارات الحياتية ليس فقط وفق البرامج التي نظمتها المؤسسات هناك ولكن إقبال الشباب هناك على ذلك برغبته ولشعوره بأهمية تنمية ذاته . 

 

 

أما الشباب هنا فيحتاج منا جميعاً إلى مزيد من الجهد فمن واقع تجربتي الشخصية حين أتذكر آخر دفعة درست لها هنا في عام 2000 وبين الآن أجد فارق كبير ويرجع الفارق إلي هبوط مؤشر ” الإحساس بالمسئولية ” . ولذا علبنا ان نراعي المعطيات التي تقدم للشباب 

خاصة و ان الشباب المصري يتسم بقدراته الفطرية والذكاء والمهارات الشخصية ونجده يتفوق في أي سباق مع الشباب على المستوى العربي والعالمي . فنحن لدينا طاقات شبابية وشابة لابد من استثمارها لانهم عماد المستقبل .

   وهنا أجدني أركز على الأسرة المصرية التي يجب أن تعود فوراً إلى دورها, والذي يتخلص في كلمة واحدة وهي كلمة ” المسئولية ” فكل أب وأم – هو وهي – أولاً وأخيراً وقبل أي أحد مسئول عن إنتاجه للمجتمع , وعلينا أن نواجه أنفسنا ولا ننزعج من ذلك فهذه الأجيال الجديدة من الآباء والأمهات أُتيح لها من الإمكانيات والمعلومات والمعارف وأدوات التطور, والكثير ولكن حين نتأمل مستوي القيم والأخلاق والسلوكيات فسنجد مظاهر تشير إلى مؤشر هابط عما كنا عليه زمان ونشأنا عليه وتربينا عليه رغم بساطة ما أُتيح لآبائنا وأمهاتنا مقارنة بما كانت عليه الأسر المصرية الآن لذا يجب أن نسأل أنفسنا ماذا حدث ؟! الإجابة برأي هي تنصل الكثير من الآباء والأمهات من مسئوليتهم وأيا ما كان يقدمونه من حجج واهية حول الظروف الاجتماعية أو نظم التعليم أو ظروف اقتصادية فإنها حجج واهية لأن الأصل هو الأب والأم .

  رسالتي للشباب أن يتحلى بالمسئولية وان يسعى إلى تطوير ذاته وان يوظف التكنولوجيا الحديثة لتنمية معارفه وان يهتم بالتفكير العلمي ويمارسه ويكون أسلوب حياة وكذلك تنمية المهارات الحياتية وباختصار : ” أن يفكر الشباب في التفكير وطرائقه ” .  

   

………………….؟

   على سبيل المثال تعاملنا مع التكنولوجيا الحديثة أزعجني كثيرا , وعلينا أن نتفق بداية أن التكنولوجيا مثلها مثل أي شئ آخر يحدد  النفع والضرر منه بحسب طريقة استخدامه , ولكن إذا نظرنا إلى علاقة أطفالنا وشبابنا وربما كثير من الكبار إلى علاقته بالتكنولوجية فسنجد مآسي , فهل تساءلنا هل أطفالنا مؤهلين لذلك ويحضرني هنا أن بعض الدول الأوربية أو حتى في الشرق الأقصى منعت تعامل الأطفال مع بعض تطبيقات التواصل لما تبين لها الخطر الذي يلحق بالأطفال وبعضها وضعت معايير للتعامل مثل تحديد سن معين .

 

………………….؟

    مصر تاريخيا وحضاريا وثقافيا كانت أولى الدول التي طرحت مسألة التنوير وكان بها من الرموز الفكرية والثقافية في كل المجالات , حتى في مجال التعليم فمن العجيب أن تجد أقصى ما يتم تداوله الآن من مصطلحات ونظريات عن التعليم مثل (  stem ) كلها بعيدا عن المصطلحات التي تتردد الآن , فقد كانت لدينا في القرن الماضي وفي مدارس المعلمين التي افخر بأنني تخرجت منها – فأنا ابن المعلمين –  وكانت مصر وقتها تصدر المعلمين والأكاديميين للدول العربية  , وهنا يجب أن نمتلك الشفافية في  تعملنا مع قضية التعليم , ولقد سمحت لي الظروف أن أشارك في مؤتمر هنا منذ سنوات عن قضية التعليم والأمن القومي , من هنا أؤكد خطورة قضية التعليم لأنها تتعلق بالحاضر والمستقبل , لذا فيجب أن تكون محكات التقييم والمعايير واضحة لنحدد في أي مرحلة نحن هل نحن تقدمنا ام تأخرنا , الخ من تساؤلات لكي نضع أيدينا على إجابات ثم نضع خطط قابلة للتنفيذ وتقوم على الاستفادة من تجارب الآخرين الذين سبقونا وفي النفس الوقت تناسب واقعنا وبيئتنا ومجتمعنا وهنا على سبيل المثال أعلق على استخدام التابليت فهل كان استخدامه من أجل التعليم وتنمية معارف الطلاب أم من أجل التقييم ؟! هذا السؤال كان ينبغي أن يطرح بمنتهي الشفافية قبل التجربة , علما بأن الطبيعي أن تسهم التكنولوجيا في تنمية المعارف والتحصيل لدى الطلاب هذا بالإضافة إلى الوسائل الأخرى مثل السينما التعليمية والتي لازلت أتذكرها منذ سنوات تعليمي الأولى عند مرحلة دراستي بالمعلمين ومثل عدم التوافق بين اعداد الخريجين وسوق العمل وأيضا الطلاب في كلية التجارة يدرسون الشيك والكمبيالة ويتم تجاهل الكثير مما يحتاجونه في الواقع لذا أكرر يجب أن تكون الشفافية موجودة في تعاملنا مع قضية التعليم.

………………………..؟

    الدين تحول إلى كلام فكم من مسجد موجود وكم من خطبة جمعة سمعناها ,  أين أثر ذلك على السلوك وهنا تأتي أهمية الإحساس بالإنسانية , والمسئولية , فمن خلال الإنسانية نقضي على التعصب بكل صوره ومن خلال المسئولية نحقق الرقي الأخلاقي خاصة مع الاهتمام المتزايد بالماديات على حساب القيم الروحية والجوهر والمضمون الحقيقي الرسالة السامية للدين .

 

…………………….؟

    الماديات أصبحت سبب للخلافات الأسرية التي انشغل اغلبها بالسعي وراء المادة على حساب منظومة القيم لذا فإِننا نحتاج اليوم إلي العودة إلي ما تربينا عليه من قيم مثل الشهامة والمرؤة والصبر والقناعة والرضا فهي كلها جوانب من الأهمية بمكان .

                                                                  

…………………..؟

    النهضة والتقدم متاح لدولنا العربية , فقط علينا أن ننشغل بالأسئلة الصحيحة والمناسبة في الوقت المناسب , ولقد كان سؤال النهضة مطروحا للنقاش على العقل العربي منذ قرن ولكن كان السؤال ينقصه الكثير , فقد كان يهتم لماذا تخلفنا وبهذا ندور في حلقه مفرغة من النقاش ولم نحقق طفرات حقيقية بينما تقدم الآخر , لذا فالتقدم يحتاج إلي التخطيط السليم والمدروس ووضع استراتيجيات قابلة للتحقيق وألا ننسى مفهوم الإنسانية والمسئولية فمازال أمامنا فرص كبيرة للتقدم خاصة إذا ما استفدنا من تجارب الغير ووظفنا ذلك بما يناسب مجتمعاتنا وان نطبق التفكير العلمي في كل جوانب حياتنا سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى