القمة الأمريكية الروسية حول الأمن تحمل صدى الحرب الباردة
محمد عفيفي
قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن القمة الأمريكية الروسية حول الأمن في أوروبا تحمل صدى الحرب الباردة، إذ يدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات جنيف وهو في موقف قوي، بينما يجاهد الغرب من أجل إيجاد جبهة موحدة.
وقالت في تقرير لها: ”يسود الأمل في موسكو حول مباحثات تحقق نتائج سريعة وعادلة، بينما يدور الحديث في واشنطن عن نتائج غير مؤكدة. ففي الوقت الذي يستعد فيه الدبلوماسيون الأمريكيون والروس للقمة في جنيف، فإن التوازن الأوروبي الجيوسياسي على المحك، كما أن هناك اختلافا حادا للغاية في المزاج العام“.
وتابعت: ”يصل الروس إلى مائدة المفاوضات في جنيف الاثنين بأكثر من 100 ألف جندي يقفون على أهبة الاستعداد على طول الحدود الروسية الأوكرانية، مهددين بعمل عسكري إذا لم تصل المباحثات إلى نتائج، وهذا يمثل جزءا من النفوذ بالنسبة لهم في المباحثات، والأهم من ذلك يتمثل في أن بوتين حقق بالفعل هدف إجبار الولايات المتحدة على مناقشة مجموعة من الطلبات التي ستعيد تشكيل البنية الأمنية الأوروبية، مع وجود عدد قليل من أوجه الاتفاق المحتمل الذي لا يبدو أنه سيكون بمثابة استسلام غربي“.
ونقلت الصحيفة عن جودي ديمبسي، الزميلة البارزة في مركز ”كارنيغي أوروبا“، قولها: ”سوف يدخل بوتين هذه المباحثات وهو في موقف قوي للغاية، وأعتقد أن هناك إساءة في الحكم على هذه المفاوضات. ستؤدي القمة إلى نجاح هامشي بالنسبة لروسيا، إذا كان للغرب موقف موحد واستراتيجية تفاوضية جادة، وهم بالفعل لا يملكون ذلك“.
وأشارت إلى أن ”قائمتين من المطالب الروسية المقدمة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، تتضمنان حظر انضمام أوكرانيا ودول سوفييتية سابقة أخرى إلى التحالف العسكري الغربي، وحظر نشر أي صواريخ قريبة بما يكفي لضرب روسيا، وحق الكرملين في تحديد مكان قوات الناتو، والأسلحة والقوات التي يمكن نشرها على الجناح الشرقي لأعضاء الحلف“.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول: ”بالنسبة للمفاوضين الأمريكيين، فإن الهدف الأساسي هو نزع فتيل التوترات على الجبهة الأوكرانية، لكن كيفية تحقيق هذا الهدف دون منح نظرائهم الروس جائزة لأخذها إلى موسكو من شأنها إضعاف أمن كييف أو حلفاء الناتو في أوروبا الشرقية، وتبدو أيضاً مهمة محفوفة بالمخاطر“.