Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مزيد

كيف عاش زعيم “داعش” فى منطقة مكتظة بالسكان دون أن يشك به أحد؟

 

محمد عفيفي
على عكس ما يتصور البعض عن أن زعيم تنظيم “داعش” الإرهابى، الذى قتل أمس الخميس فى غارة أمريكية داخل الأراضى السورية، ربما كان يقيم فى مكان غامض يحاوطه الظلام والأطلال وربما “الأشباح” من كل مكان، فإن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق، حسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”.
ويكشف التقرير أن زعيم “داعش” وعائلته، عاشوا على مرأى من الجميع، فى مكان ناء بسوريا يكتظ بالنازحين الذين شردتهم الحرب على مدى 11 عاما.
وكانت الأسرة تدفع الإيجار بانتظام فى الوقت المحدد، لكنها تعيش باستمرار فى عزلة ذاتية، حيث أن سكان المنطقة لم يهتموا مطلقا بالتعرف على ماضى بعضهم البعض.
لكن هذه الطبيعة الساكنة انهارت تماما مساء الخميس، عندما اقتحمت القوات الأمريكية الخاصة بلدة أطمة فى شمال غرب سوريا لمداهمة المخبأ.
وخلال المداهمة، فجر أبو إبراهيم الهاشمى القرشى – زعيم التنظيم الذى يعد بين المجموعات المنظمة الأكثر إثارة للرعب فى العالم – نفسه كى لا يقع فى الأسر.
وفقا للرواية الأمريكية فإن الانفجار أسفر عن مقتل عدد من أفراد أسرته وآخرين، لكن على أى حال اعتُبرت وفاته ضربة قاصمة للتنظيم بعد عودة مقاتليه إلى الظهور كمصدر للتهديد الدموى فى سوريا والعراق.
كيف تخفى بين السكان
حتى تنفيذ العملية التى تردد صداها حول العالم، كان سكان المنطقة يعتقدون أن القرشى هو مجرد تاجر سورى جاء من حلب بحثا عن الأمان فى أطمة قرب الحدود التركية.
ودعم هذا الاعتقاد عدم وجود ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق الذى استأجر القرشى شقة فيه قبل عام، حيث سكن الطابق الأول فى البداية قبل أن يستأجر الطابق العلوى أيضا.
تقول امرأة، كانت تعيش فى الطابق الأرضى وتشير إلى جيرانها بلقب “عائلة أبو أحمد”، إن سلوك الأطفال كان طيبا بشكل عام مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر فى بعض الأحيان.
وتضيف المرأة التى اكتفت بتقديم نفسها باسم “أمينة” فى محادثة مع “رويترز” عبر الهاتف: “كانوا فى حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (بالخارج) بين كل فترة بس ما كان فى بينا اجتماعيات”.
وتلقت المرأة ذات مرة دعوة من إحدى زوجات القرشى، وهى أم أحمد، لتناول الشاى، حيث أخبرتها أن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة بسبب الحرب.
تتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهور الزوج. كانت ملابس النساء سوداء تغطيهن بالكامل، وهى ملابس شائعة يُعرف بها المسلمون المحافظون.
وفر إلى منطقة أطمة عشرات الآلاف من جميع أنحاء البلاد والتالى لم يكن من المستغرب تواجد أسرة غريبة فى الجوار.
وتقول أمينة: “كنا نفكر أنهم مروا بالكثير، بس زى ما بتعرف الكل عنده مأساة هون ما حدا بيحكى للتانى شو صار معه فى ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا”.
نهاية متكررة
تولى القرشى قيادة التنظيم الإرهابى بعد مقتل مؤسسه أبو بكر البغدادى فى 2019. تشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادى أيضا عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأمريكية.
كان مخبأ القرشى قريبا من نقطة تفتيش تديرها الجماعة التى تسيطر على معظم إدلب والتى تعرف باسم “هيئة تحرير الشام” وكانت تعرف فى السابق باسم “جبهة النصرة”، ولها خصومة منذ سنوات مع “داعش”.
وقال مسئول كبير بالبيت الأبيض، إن هناك اعتقادا بأن الانفجار الذى وقع خلال الهجوم أسفر عن مقتل القرشى وزوجتيه وطفل فى أحد طوابق المنزل.
ويرجح أيضا مقتل طفل آخر كان فى طابق مختلف مع مساعد القرشى وزوجته اللذين قتلا بعد إطلاق النار على القوات الأمريكية.
وقال عمال إنقاذ سوريون إن 13 شخصا قتلوا بينهم 4 نساء و6 أطفال. وأضاف شهود أنهم رأوا لعب أطفال متناثرة فى الشقق المدمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى