كتبت هاجر عبد العليم
في مثل هذا اليوم 20 مارس من عام 1929م، تم إنشاء أول جهاز بوليسي لمكافحة المخدرات في مصر، وجاء ذلك نتاج الحالة التى خرج عليها العالم بعد الحرب العالمية الأولى، إذ ظهرت بقوة تجارة المخدرات مع ظهور أنواع جديدة مثل الهيروين والكوكايين، وانتشر ذلك الأمر فى مصر فكان لزاما على الحكومة التدخل الفورى والسريع، فتم إنشاء الجهاز والعمل به.
انطلقت الحكومة فى ذلك من تطبيق القانون 21 لسنة 1928، وصدر قرار مجلس النظار بإنشاء مكتب المخابرات العامة للمواد المخدرة كأول جهاز مركزى متخصص فى مكافحة المخدرات فى العالم الثالث وكان يتبع حكمدارية البوليس بالقاهرة ومقره العتبة، وضم موظفين أجانب ومصريين.
وفى العام التالى أنشئ جهاز مشابه في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم توالى إنشاء تلك الأجهزة المتخصصة فى جميع أنحاء العالم، وافتتح المكتب فرعًا له بميناء الإسكندرية وآخر فى بورسعيد وثالث بالسويس ثم طنطا وأسيوط، فى عام 1930م.
وتاريخ تعاطى المخدرات فى مصر مر بمرحلتين خطيرتين، المرحلة الأولى ما قبل 1914 انطلاق الحرب العالمية الأولى، حيث كان الناس يتعاطون الحشيش والأفيون وانتشر بين أفراد الطبقة العاملة والوسطى، وكان معظمهم يستخدمونه كعلاج ومسكن من الآلام، وذلك حسب ما جاء في كتاب “معالم الخبرات فى شرح أضرار المخدرات” لـ أحمد عبد العال الطهطاوى.
أما المرحلة الثانية مع الحرب العالمية الأولى فقد انتشر المورفين والهيروين والكوكايين، وظهر بين الطبقات الأعلى، ومن يملكون الأموال الكثيرة، وراحوا يستخدمونه كمسكن أو ينسون به الويلات التى التقوها فى زمن الحرب