الشعر بمنظور جديد
بقلم: نورهان عمرو
ما بين الماضي والحاضر سنكتشف ثقافات قد هجرت بالفعل ولم يبق منها سوى رتوش باهته، فكنا إمبارحه نسمع ونتحاكى عن شعر عنترة وتغزله في محبوبته وعن عروة بن زيد وتخصيصه الشعر في زوجته فضلا عن شعراء المعلقات، وبالرغم من أنها كانت قديما تعرف ب لغة النفس وتقلباتها، إلا أن وجود التقنيات الحديثة أطاح بها، لتصبح موضة ذات صلاحية مغلقة تغير من حين لحين، وفي ظل الوباء الذي وضع بلدان العالم في حالة شلل تام مكتوفي اليدين، تحررت المواهب المكبوته وبدأ الشعر يستعيد رونقه، ليعاود ظهوره بثوب جديد بإسلوب يواكب عصره مختلف يمتزج بنكهة الجيل الرابع .. فاختفت المعلقات وحل محلها الخواطر التي وصفت بأنها وسيلة تساعد في التعرف على النفس بشكل أعمق دون أن تكلفه عناء التظاهر، ومع تباين الشعر بين الماضي والحاضر لازال يحمل متعة العثور على المبتغى.
فعند سؤالنا عن الشعر وأبرز من سطع نجمهم، كانت الإجابة بالإجماع هشام الجخ، فأتخذه البعض مثالا يحتذى به، وبمجرد الإعلان عن حفلته بالصاوي لا ترى سوى الإقبال، تميز عن غيره بجعل العامية المصرية تطفو على الفصحى في قصائدة، خطف أنظار النقاد بمجرد وقوفه على خشبة المسرح بأدائه المتميز وحضوره الكبير حتى انتقده العديد من النقاد بأنه يميل إلى كونه ممثلاً أكثر من كونه شاعراً، كما أنه رائداً في مجال كتابة المضفرة التي تجمع بين مقاطع من شعر الفصحى ومقاطع من شعر العامية.
وعلى خطاه سار ابن محافظة المنيا، محمود عبد المنعم خريج تمريض، باتخاذه الشعر لغة للتعبير عما يجول بخاطره، فترى في قصائده مدح الحبيبة والانتقال من المدح للهجر والعتاب كما ورد في قصيدة ”الخلاصة”، ”اه نسيتها”، وما ميز شعره عن سابق غيره يغلب فيه ”عتاب النفس” عن عتاب الهوى الذي اعتادنا على رؤيته سالفا، ليؤكد على أنه المتعة الأولى له بالرغم من الإقبال الضئيل على ذلك اللون من الفنون إلى أنه يجد نفسه في ذلك المجال.