Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تهنئةمقالات

يناير والدروس غير المستفاده !

 

بقلم : محسن وفقي .

لا اجدني مضطرا لاخضع لحركة الاستقطاب لذا اتوجه بأرق التهاني والتقدير لشرطتنا المصريه أحد اهم أركان الدوله المصريه ، بمناسبه عيد الشرطه ، كما لا أجد حرجا في التوجه بخالص التهاني لشعبنا المصري بمناسبه ذكرى ثوره 25 يناير أحد اهم صفحات تاريخ مصرنا المعاصر ، واهميه الشئ لا تعني كونه كله إيجابيات ، كما ليس بالضروره ان يكون كله سلبيات ، فمن طبائع الأشياء ان تجمع بين الإيجابي والسلبي ، وهنا تأتي اهميه النظر للاشياء من منظور فلسفة التاريخ ، التاريخ ذلك المتجسد في ذاكرتنا ولكنه الملهم والمصحح لاخطاءنا ؛ والتي قد تكون في جزء منها أخطاء طبيعيه ، ولكن عدم التعلم منها هو أمر غير طبيعي ! وأحسب أن الاستقطاب هو أخطر تحدي يواجه العقل العربي وكأنه مقدر علينا إما أن نكون مع أو ضد ! .

وتكمن خطورة هذا الاستقطاب أنه انعكاس للفكر الأحادي الذي لم يسلم منه العقل السياسي العربي ، فلم تسلم الاتجاهات الدينيه من سيطره فكره الحقيقة المطلقة ومن خلط الفكر الديني بالدين ، كما لم تسلم اتجاهات العلمانية واليسارية من فكره الحقيقة المطلقه ذاتها ، ونتائج ذلك كان الاستقطاب المدمر لأغلب دول ما تعارف عليه بالربيع العربي !! .

وعلى الرغم من امكانيه تحديد أبرز آليات علاج الاستقطاب ؛والتي تتمثل في : النظره العقلانية للأمور ، والتحلي بالمسئوليه ، والقدرة على المكاشفة ، و تقبل الآخر والحب له والتسامح معه ، ولكن كل هذا يصطدم بعقبة تعارض المصالح ، والتضيحه بالحقيقة في مقابل الحفاظ على المصالح !! .

وهذا بنظري أخطر أسباب تدهور أوضاع دول ما عرف بالربيع العربي ، وهنا أحاول كأي مصري عربي يزعم انه يحب بلده ، ويحلم به أفضل بلد فى العالم ، وكإنسان حالم بأن يصبح عالمنا كله أكثر هدوء واستقرار وأن توظف كل طاقات العلم لصالح الانسانيه لا لصالح الصراعات والحروب ! لذا أجدني مضطرا لكشف ازمه تفكيرنا في التعامل 25 يناير والذي خضع في ظل الاستقطاب الي أحد صورتين بين الافراط في تقديس ثوره 25 يناير ؛ بحيث أصبح كل ما عدا يناير خطأ وخطرا على الثوره المجيدة وضد التغيير ، وفي المقابل خضعت يناير للتشويه في أقصى صوره ؛ واعتبر كل من شارك فيها من المتآمرين على الدوله ، وغلب على الجانبين الحقيقه المطلقه ، والتعصب في رايه إلى حد المخاطرة بالثوره والدوله معا ، فغابت بعد يناير 2011 اي خطه حقيقية لبناء اقتصاد حقيقي وغاب أي تقييم موضوعي للحياه السياسيه قبل يناير ، أخطاء وأخطاء وللاسف لم تظهر إلى الآن عند كل من يغلب عليه المطلقة المطلقة لأنه يفتقد إلى صوت العقلانية ويكون عقله خاضعا لمصالحه ، وهذا التحدي الاكبر الذي يواجه الكثير من نخبنا العربيه .

أما ثاني الدروس الغير مستفاده هو تغليب المصالح على الحقائق فلم يمتلك أحد الاعتراف بما قبل يناير من سلبيات ، خاصه موضوع التوريث والذي فتح المجال لكافه الأخطاء الكبرى ،ولأن خطأ الأكبر دائما ما يكون أكبر فكان التوريث المحتمل وقتها بداية فتح صراع حقيقي وصفقات بين الوطني والاخوان على حساب القوى المدنية ، التي قبلت بجزء من ” كعكه ” المشهد السياسي ؛ بضعه مقاعد لهذا الحزب أو ذاك بينما الجزء الأكبر كان لحساب الإخوان 88 مقعد على حساب تفريغ الحياه الحزبيه من مضمونها ، وهو ما دفعت مصر ثمنه بعد يناير مباشره ، ولأجل التوريث كان لابد من استقطاب رجال أعمال ! الذين تقربوا من أمانه السياسات وظهور الاكتفاء ” اللقطة ” في المشهد السياسي على حساب المضمون لإي اصلاح سياسي او اقتصادي حقيقي …الخ ، ولحماية امانة السياسات لابد من احكام القبضه الامنيه ، على مناؤي التوريث من القوى المدنية ، مثل حركه كفايه وغيرها ، وهنا لم تجد كثير من القوى المدنيه أمامها إلا الرهان على ضغوط الغرب على النظام لفتح المجال للحريات وقتها ، فظهرت حرية الصحافة الوهمية ذات الخطوط الحمراء الثلاث وكان هذا على حساب بناء اعلام وصحافه وطنيه جرئيه !! .

لم يكن الرئيس الراحل مبارك رحمه الله يعلم ان التوريث المحتمل كان بمثابة إطلاق النار منه على قدميه ؛ فكان نهايه لاسرة الرئيس وكاد ان يكون نهايه لمصر كلها ، فكان الرئيس لا يتخيل أن يفرط الأمريكان به ، لذا كانت مقوله ” سيبوهم يتسلوا !! ” فكانت ” كره اللهب ” بحسب وصف المشير طنطاوي رحمه ألله ، وصدم من لم يفهموا حتميه التاريخ ، بكلمة الرئيس الأمريكي أوباما الآن ، التى أنهى بها حقبة 30 عاما شكلا لكن الحقيقه ان الذي انهاها بنفسه هو الرئيس مبارك ؛ فكان بمقدوره أن يفعل لا أقول خدمه بل واجبه تجاه بلاده وكان وقتها التداول السلمي للسلطه ، ولايمكن لأي كاتب موضوعي أن يزعم أن فتره الرئيس مبارك كانت كلها سوداء بل على العكس ؛ كانت بها كثير جدا من الايجابيات ولكن خطأ التوريث الذي تدفع مصر ثمنه إلى الآن في كافه المجالات والميادين كان خطأ أكبر من جميع الإنجازات لأنه أضر بالدوله كلها !! .

 

لم يكن الرئيس الراحل محمد مرسي رحمه الله بعيدا عن الحقيقه المطلقه ، بل كانت في أشرس صورها لأنها اختلطت بالسلطويه المستنده إلى فكر ديني مغلوط ، وسيقت مصر الى جدل عقيم و استقطاب اخطر كاد ان ياخذ البلاد الى هاويه!! ودفعت مصر والرئيس مرسي وجماعته ثمن الحقيقه المطلقه ، وعدم اعترافهم بحتمية التاريخ ومكر التاريخ وقانون علم الاجتماع فشل الحركات عندما تتحول إلى نظام ؛ لأن الحركات تكون أحكامها وتقديراتها بعيدة عن الواقع ، وهذا توصيف علمى لأي حركة تتحول إلى ممارسة السلطه كالماركسية وغيرها فشلت وفقا لقانون تحول الحركه الى نظام ، خاصه وان تجرا الاخوان على السلطه كان بلا اي مشروع حقيقي انما كان نتاج فكره الغلبه وصراع لاجل تحقيق مصالح ضيقه !! .

لكل ما سبق ليس أمام العقل السياسي العربي إلا إعلاء النظره العقلانية للأمور والتصالح مع الذات بعد النقد الذاتي الموضوعي ، وعدم التضحيه بالحقائق من أجل مصالح ضيقه محدوده لأن التاريخ لا يغفر أخطاء الكبار !!! كل سنه ومصرنا الحبيبه قيادة وحكومة وشرطة وجيش وشعب على قلب رجل واحد لمصلحه بلدنا التي تستحق منا الكثير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى