«عندي امتحان وشكلي مش هروح».. حكاية وفاة طالب طب بعد 27 يوما غيبوبة

 

كتبت هاجر عبد العليم

فور ظهور نتيجة الثانوية العامة العام الماضي، أسرع الطالب عمر هشام، بتقديم أوراقه للالتحاق بكلية الطب البشري بإحدى الجامعات الخاصة بمدينة بدر، حلم طالما راوده هو وأسرته ليكون طبيبا، قُبلت أوراقه بالجامعة، والتحق بالفرقة الأولى منها، وسارت الأمور في مسارها الطبيعي، يحدوه كل يوم حلمُ ارتداء «البالطو الأبيض» والعمل به.. وأضحى ملء السمع والبصرلأسرته وأقاربه.

 

 

 

حان موعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وجاء يوم 5 يوليو الماضي، بدأ اليوم عاديا، وانتهى عكس ذلك، ليصبح بداية النهاية لكل ما حلم به ومنّى نفسه به، فبعد انتهاءه من الامتحان، تعرّض «عمر» لحادث سير، غيّبه عن الوعي وأصابه بكسور وإصابات مختلفة في أنحاء جسده، ولم يبت ليلته في منزله كعادته، بل في غرفة الرعاية المركزة داخل أحد المستشفيات، لتبدأ رحلة اللاعودة، التي استمرت 27 يوما، ظلّ يصارع فيها الموت، فصرعه وقضى عليه، ولفظ أنفاسه الأخيرة صباح يوم الاثنين 2 أغسطس الجاري، متأثرا بإصابته، ودُفن بمقابر أسرته في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.

 

شكلي مش هروح

قبيل ساعات من الحادث، كان «عمر» يتحدث لأحد لأصدقائه، معبرا عن سعادته بمشاهدة إحدى المباريات التي تجري في إطار بطولة «كوبا أمريكا»، وقال: «عندي امتحان كمان ساعتين، ومن العَظَمَة شكلي مش هروح».

 

 

 

كسر في الجمجمة

طالب الطب عمر هشام صبري، لفظ أنفاسه الأخيرة، الاثنين، بعد حادث سير تعرّض له بعد الانتهاء من أداء الامتحانات المقررة بالجامعة، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الطالب أُصيب بكسر في الجمجمة، استدعى نقله بشكل عاجل للمستشفى لتلقي العلاج، والشروع في محاولات إنقاذه، وجرى إدخاله الرعاية المركزة، التي بقي بها حتى توفى، وتحرر محضر بالواقعة، وأُحيل لجهات التحقيق المختصة، لاتخاذ إجراءاتها.

 

نعي

ونشرت عشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صورا للطالب الراحل مصحوبة بعبارات نعي ودعوات له بالمغفرة، فيما سارع آخرون، بعمل مشروع صدقة جارية له، معبرين عن صدمتهم لوفاته، وأثنوا على حُسن أخلاقه وتعامله مع زملائه على مدار أشهر قليلة قضاها طالبا في الجامعة، كما نعته الجامعة ومدرسة ثانوية تخرّج فيها.