وكالات مصطفى محمد
أكد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيسلي، مواجهة حالة طوارئ غير مسبوقة عالميًا، على خلفية الحرب في أوكرانيا، محذرًا من خطر تهديد المجاعة لما يصل إلى 345 مليون شخص في 82 دولة حول العالم، فضلاً عن دفع 70 مليون شخص إلى حافة المجاعة، وفق تقرير لصحيفة «إي بي سي» الأمريكية، أشارت فيه إلى أن بيسلي وجَّه التحذير إلى مجلس الأمن الدولي.
بيسلي: حرب روسيا وأوكرانيا سبب ارتفاع الأسعار
وقال «بيسلي» إنه من المقلق للغاية أن 50 مليونًا من هؤلاء الأشخاص في 45 دولة يعانون من سوء تغذية حاد للغاية ويقفون على حافة المجاعة، وأضاف «بيسلي» أن موجة الجوع تأتي في أعقاب الصراع المتزايد والآثار الاقتصادية المتعاقبة لوباء كورونا وتغير المناخ وارتفاع أسعار الوقود الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وأشار إلى أن حرب روسيا أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة، ودفع 70 مليون شخص إلى الاقتراب من المجاعة.
وأوضح «بيسلي» أنه بالرغم من الاتفاق في يوليو الماضي، الذي يسمح بشحن الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ على البحر الأسود، والجهود المستمرة لإعادة الأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، هناك خطر حقيقي وخطير من حدوث مجاعات متعددة هذا العام، وفي عام 2023، يمكن أن تتطور أزمة أسعار الغذاء الحالية إلى أزمة توافر الغذاء إذا لم نتحرك.
مجلس الأمن وحل أزمة انعدم الأمن الغذائي
من جانبه، ركز مجلس الأمن على حلول لأزمة انعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن، لكن «بيسلي»، ومارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، حذرا أيضًا من أزمة الغذاء في الصومال، إثر زيارتها مؤخرًا، كما وضعا أفغانستان على رأس القائمة.
اليمن تتأثر بحرب أوكرانيا
وقال «غريفيث» إن انتشار وتزايد انعدام الأمن الغذائي في اليمن هو نتيجة للتأثير المباشر وغير المباشر للصراع والعنف الذي يقتل ويصيب المدنيين، ويجبر العائلات على الفرار من الأرض التي يعتمدون عليها في الدخل والغذاء، ويؤدي إلى تدهور اقتصادي وارتفاع أسعار الغذاء الذي لا يستطيعون تحمله.
وذكر «غريفيث» أن حرب أوكرانيا تؤجج التضخم في اليمن، الذي يعتمد بنسبة 90% على واردات الغذاء، ويأمل برنامج الغذاء العالمي في تقديم المساعدات لنحو 18 مليون شخص، لكن تكاليفها ارتفعت بنسبة 30% هذا العام إلى 2.6 مليار دولار، وقال إنه نتيجة لذلك أُجبر على تقليص حجمها، لذلك يحصل اليمنيون هذا الشهر على ثلثي حصصهم السابقة فقط.
%60 من سكان جنوب السودان يواجهون أعلى معدل للجوع
وقال «بيسلي» إن جنوب السودان يواجه أعلى معدلات للجوع الحاد منذ استقلاله عام 2011 عن السودان، وأن 7.7 مليون شخص، يمثلون أكثر من 60% من السكان، يواجهون مستويات حرجة أو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي، وحذر من أنه بدون حل سياسي لتصعيد العنف والإنفاق الكبير على برامج المساعدات، سيموت الكثير من الناس في جنوب السودان.
وقال «غريفيث»، إن مناطق «تيجراي وعفار وأمهرة» شمال إثيوبيا، تشهد احتياج أكثر من 13 مليون شخص إلى طعام، وأشار استطلاع في تيجراي خلال يونيو الماضي كشف أن 89% من الناس يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأضاف أن وقف القتال في تيجراي مكّن برنامج الأغذية العالمي وشركائه من الوصول إلى ما يقرب من 5 ملايين شخص، لكن استئناف القتال يهدد بدفع العديد من العائلات الجائعة والمرهقة إلى حافة الهاوية.
غريفيث يحث مجلس الأمن على الحل
وأوضح «غريفيث» أن الأمم المتحدة تتوقع مواجهة 4,1 مليون شخص شمال شرق نيجيريا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، ونحو نصف مليون يواجهون مستويات طوارئ بين يونيو وأغسطس، وأضاف أنه لا يمكن الوصول إلى ما يقرب من نصف هؤلاء الأشخاص بسبب انعدام الأمن، وتخشى الأمم المتحدة أن بعض الناس قد يكونون بالفعل في مستوى الكارثة ويموتون.
وحث «غريفيث» مجلس الأمن على عدم ترك أي جهد لإنهاء هذه الصراعات، وتكثيف تمويل العمليات الإنسانية، قائلاً: «إن نداءات الأمم المتحدة في تلك الدول الأربع كلها أقل بكثير من نصف التمويل المطلوب».
