أبطال صنعتهم الإرادة.. حكايات أبناء متلازمة داون بين الحب والرفض

أبطال صنعتهم الإرادة.. حكايات أبناء متلازمة داون بين الحب والرفض

كتبت:-مارينا نوناي

 

تواجهنا فى الحياة الكثير من الصعاب والتحديات التى تحتاج أصحاب القلوب القوية الذين لا يهمهم أى شيء، ويصبح النجاح وإثبات الذات هو هدفهم، من هنا جعل أبناء متلازمة داون، كل ما يسعون إليه هو تمكين أنفسهم داخل المجتمع، وفى هذا التقرير نستعرض معاً مجموعة من قصص هؤلاء الأبطال.

 

 

“سلمى” من مصر إلى ألمانيا.. بطولات بالجملة وميداليات بالذهب والفضة

 

 

 

رغم من المأساة النفسية والصحية التى عايشتها سلمى علاء، بطلة العالم فى لعبة الكاراتيه والثانية فى لعبة السباحة، إلا أنها نجحت فى تخطى كل ذلك بقوة ولم يشغلها إلا نفسها فقط.

 

 

تعرضت سلمى، عند مجيئها للدنيا إلى حالة من الإحباط الطبى تلقتها والدتها، ثم تفاجأت بالمجتمع فى عدم تقبله وبين التنمر من ناحية أخرى.

 

تحدثت يسرية صديق، والدة سلمى، حول ما حدث لها بعد أن عرفت أن طفلتها من متلازمة داون، يوم الولادة إضافة إلى هذا الخبر فأنها اكتشفت أن الطفلة تعانى من انسداد بالمعدة.

 

أخذت يسرية، طفلتها الملائكية بهدف فحص قلب سلمى، وهى تعيش حالة من الرعب بسبب قول الأطباء أن احتمالية استمرار حياة الطفلة ضعيفة جداً، وهذا ما حول فرحتها إلى حزن خيم على قلبها وجعلها تبكى بدلا من أن تفرح.

تكلمت يسرية، عن الشعور الذى عاشته بين الخوف والحزن، وعن أقاويل الأطباء واحتمالاتهم المخيفة واختلاف الآراء حولها عليها إضافة إلى ذلك أن الطفلة لا ترضع بشكل جيد مثل باقى الأطفال حديثى الولادة.

 

 

 

لم يقدم الأطباء لوالدة سلمى، أى نصيحة طبية تساعدها أو تعطيها أمل فى الاستمرار غير أنهم نصحوها هى الأخرى بأن تترك هذه الطفلة المسكينة للموت، حتى أنهم لم يقدموا لها أى إفادة حول تغذيتها أو التعامل معها أو إرشادات صحية بشأن حالتها.

 

 

 

حاولت يسرية، أن تتبع نظام طبيعى يساعدها على نشأة ابنتها نشأة طبيعية تساهم فى رعايتها حتى لو بأقل الأشياء، اتجهت إلى تعليمها رياضة السباحة منذ العام الرابع من عمرها، ثم التحقت بعد ذلك بالمدرسة بين أطفال طبيعيين ومن هذا اكتسبت طرق التعامل الصحيحة، ولم تقف عند حد السباحة بل اتجهت إلى تعلم الباليه، ثم استغنت عنه بعد ذلك حتى تعطى فرصة لتعلم السباحة بشكل أوسع.

 

 

 

اتسعت مدارك والدة سلمى، نحو مستقبل ابنتها التى حاولت وبشكل كبير جعلها تخطو خطوات واثقة إذ أنها التحقت بفريق لتعلم رياضة الكاراتيه إلى جانب السباحة وحصلت على الحزام البني، ونجحت فى الحصول على الكثير من البطولات الرياضية وتوجت هذه البطولات بالحصول على المركز الأول عالميا فى الكاراتيه بألمانيا فى 2014م.

 

 

 

استطاعت سلمى، أن تحصد المركز الثانى فى رياضة السباحة عالمياً، وهذا كان بتشجيع وسعى من أسرتها فى حين أن هناك أسر تشعر بالحرج من أولادها فلا يسمحون لهم بالخروج أو اكتشاف الحياة وهذا يميتهم نفسياً.

 

 

 

الموسيقى غيرت حياة “حنين”

 

 

 

ولدت حنين مصطفى، واكتشفت الأسرة منذ ولادتها أنها من أطفال متلازمة داون، تحدث طبيب النساء والولادة إلى أبيها وصارحه بما اكتشفه، لكنه تراجع فى الإفصاح عن ذلك لوالدتها خوفاً عليها.

 

 

 

تحكى سعاد لطفى، وهى والدة حنين، أنه بمجرد أن عرفت وزوجها حالة ابنتها، سعت إلى الاعتناء بالطفلة وحاولت أن تبحث عن مراكز الرعاية والتأهيل لإلحاق الطفلة بها، وكانت تقطع مسافة سفر من كفر الشيخ حتى الإسكندرية حيث لم تجد مراكز فى مدينتها.

 

 

 

منذ أن التحقت بالحضانة ووجدت رفض من قبل أولياء الأمور الذين رفضوا وجود طفلة من فئة متلازمة داون مع أطفالهم الأسوياء وعندما التحقت بالمدرسة زادت عملية الرفض وعدم القبول فما كان منها إلا أن قامت بتحويلها إلى مدرسة دمج، وبالرغم من وجود مرافقة معها إلا أنهم لم يتقبلوا وجودها فاقتصر ذهابها إلى المدرسة على حضور الامتحانات فقط.

 

 

 

تعلقت حبائل قلب حنين، بالموسيقى وبدأت تعطى هذا المجال جانبا كبيرا من الاهتمام والحب كما التحقت بالمشاركة فى جملة من الملتقيات الفنية التى درست خلالها الموسيقى.

 

 

 

“سما” نجمة جديدة تلمع فى فضاء الأغانى

 

 

 

حرصت والدتها على إلحاقها بحضانة عامة تضم جميع الأطفال، ومنها تم إلحاقها بعد ذلك بمدرسة عامة أيضاً، وبالرغم من التحديات الكثيرة التى وجدتها فى هذه المدرسة من عدم تقبل أولياء الأمور ورفضهم وجودها إلا أنها أصرت على الاستمرار بهدف التمكين الاجتماعى لها.

 

 

 

وبالرغم من تحذيرات مدير المدرسة لوالدة الطفلة سما، التى تدعى سوزان طلعت، بأنه سيقوم بطرد الطفلة إن وردته أى شكوى من قبل الطفلة، لكن الأم أصرت على دعم ابنتها لكى تأخذ حقوقها فى الحياة مثل أى طفل فى سنها.

 

 

 

اكتشفت، سوزان طلعت، والدة سما، موهبة طفلتها فى الغناء والتمثيل فرغبت فى دعم هذه الموهبة وحاولت أن تجد لها مجالا لممارسة هذه المواهب والهوايات، واستطاعت سما، خلال مراحلها الدراسية أن تجمع حولها نخبة كبيرة من الداعمين لها فى هذه المواهب، لاسيما أصدقائها خلال فترة الدراسة.

 

 

 

شاركت سما، فى فعاليات الملتقى الأول لأبناء متلازمة داون، بمشاركة نحو 28 دولة أخرى وقدمت سما أغنية الافتتاح التى جاءت تحت عنوان “إحنا بنحب الوجود”.

 

 

 

تحدى كبير خاضته سما، بموجب حديث والدتها منذ بداية دخولها هذه الحياة إلى مرحلة ما قبل التعليم، فكان من ضمن التحديات إجراؤها لعملية جراحية فى القلب.

 

 

 

تحدث محمد هشام، وهو مدرب الغناء الذى يشرف على تدريب سما، أنها طفلة تتسم بالخجل ولكن بالاستمرار نجح استاذها فى إزالة الحواجز بينها وبين الموسيقى وجعلها ترفع صوتها.

 

 

 

رحمة ترفض التنمر وتنادى بالإنسانية

 

 

 

تؤمن رحمة خالد، بذاتها بكل ما فيها تصدق نفسها وتعرف هدفها ولها حلم تسعى إلى تحقيقه تتمنى أن يعترف الجميع بحق فئة متلازمة داون فى الحياة، وأن يتعامل الجميع معهم على أساس الإنسانية دون أى تحزبات أو تصنيفات أخرى أو مسميات مختلفة تريد أن يعاملها الجميع أنها إنسانة فقط لها حقوق مثلهم وعليها واجبات تريد أن تجلس جوار زملائها الأسوياء بالمدرسة والجامعة دون فروق وفواصل وموانع وتنمر وعدم قبول، طالبت رحمة بهذا عندما قالت كلمتها فى بطولة العالم الشتوية للأولمبياد بكوريا الجنوبية.

 

 

 

تحدثت، أمل عطيفة، والدة رحمة التى تعمل أخصائية تخاطب، أن ابنتها قامت بتمثيل مصر فى الكثير من الدول وذكرت من بينهم لبنان وعمان وسوريا.

 

 

 

برزت شخصية رحمة وتميزت ما ساعد فى اختيارها كمتحدثة رسمية لذوى الاحتياجات الخاصة، كما اختيرت أيضاً كعضو فى المجلس الاستشارى الإقليمى الدولى للأولمبيات الخاص.

 

 

 

تدرس رحمة، فى معهد السياحة والفنادق وتعمل فى مجال العلاقات العامة بالجمعيات الخاصة، كان وعى والدتها الداعم الأكبر فى تخطى الكثير من المراحل حيث إنها اكتشفت منذ ولادتها بنفسها أنها من متلازمة داون، ثم اهتمت بعملية تأهيلها وتدريبها.

 

 

 

العزيمة والإصرار طريقه للعالمية.. حكاية “محمد” أيقونة ألعاب القوى

 

 

 

استطاع محمد عبد الحليم، أن يختار لنفسه طريقا منفرداً ربما يصعب على الكثيرين تفضيله واختياره، وإلى جانب هذه الألعاب فإنه يمارس أيضاً رياضة السباحة وكذلك يمارس رياضة كرة القدم والعديد من الرياضات الأخرى.

 

 

 

تحدثت سهير سليم، عن ابنها محمد عبد الحليم، قائلة إن معلمته بالمدرسة نصحتهم بإدخال الطفل إلى فرق رياضية من الفرق العامة حتى يتمكن الطفل من التعايش بدون أن يشعر بالاختلاف إلى جانب أبعاده عن الانعزال.

 

استمرت رحلة محمد، فى ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة والمتنوعة حتى أكمل الأربعين عاماً من عمره وساعدته رحلته فى طفولته أن تجعله بطلا كبيرا له اسم قوى فى رياضة ألعاب القوى.

 

 

 

استطاع محمد، أن يحصد الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، وكان على رأس هذه الجوائز بطولات شارك فيها فى اليونان والمغرب وهولندا وكذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

 

رحلة “طارق” بطل العالم فى كرة السلة

 

 

 

اتخذ طارق أحمد شلبى، 33 عاماً، من الإصرار والعزيمة طريقا له إلى المستقبل كان ما يشغله هو هدفه فقط، ساعدته والدته ناريمان منصور، إلى تمكينه مجتمعيا.

 

تبدو على ملامح طارق، بشاشة فريدة من نوعها كأنه ملاك يتجسد فى صورة إنسان، كان فى طفولته يبدو طفلا طبيعيا لم تظهر عليه أية علامة من علامات متلازمة داون، ربما كان ذلك ما جعل الأطباء يخطئون فى تشخيصه، وبعد ذلك اكتشفت والدته أنه من فئة متلازمة داون.

 

 

 

عايشت ناريمان منصور، حالة من التعب النفسى بسبب عدم القبول الذى وجدته من قبل المجتمع حتى أن الناس كانوا يرفضون تعامل أبنائهم مع ابنها يرفضون أن يلعب معهم أو يتكلم معهم.

 

 

 

سعت ناريمان، إلى تشجيع ابنها على ممارسة الرياضة، رغم عدم القبول الذى واجهته بنفسها إلا أنها استطاعت أن تفرض على الجميع وجود ابنها وبعد ذلك انضم إلى فرق رياضية ساهمت بنصيب كبير فى تقوية قدراته وتنمية مهاراته واستطاع أن يحقق مراكز قوية فى كرة السلة ما جعلهم يطلقون عليه لقب بطل العالم فى السلة.

 

 

 

حكاية “نادين” بطلة الشرق الأوسط فى تنس الطاولة

 

 

 

كانت نادين، أول فرحة لأبويها، وبولادتها تحولت هذه الفرحة لصدمة كبرى، فلم يفهموا ما معنى متلازمة داون، إذ كانوا يظنون أن أصحاب هذه المتلازمة يعانون من الإعاقات الذهنية والعقلية.

 

 

 

تفهمت أسرة نادين، حالتها ومضت فى طريق البحث عن كافة المعلومات التى تساهم فى رعاية هذه الطفلة وتأهيلها للتفاعل مع كافة أفراد المجتمع حولها.

 

 

 

بعد عامين من الولادة التحقت نادين، بأحد مراكز التأهيل الذى تولى رعايتها وساهم بشكل كبير فى تكوين معارف عامة لدى أسرتها حول كيفية التعامل معها واستمرت أسرتها لمدة عام تدرس طرق التعامل مع ابنتهم والسلوكيات الخاصة بها.

 

 

 

التحقت بعد ذلك نادين، إلى فرق رياضية لممارسة رياضة الكاراتيه، وعندما حاولت الأسرة إلحاقها بمدرسة عامة وجدوا حالة من الرفض ما دفعهم إلى إلحاقها بمدارس للأبناء ذوى القدرات الخاصة.

 

 

 

التحقت نادين، فى فرق رياضية أخرى لممارسة رياضة السباحة بالإضافة إلى ممارسة رياضة تنس الطاولة، واستطاعت نادين أن تحصد جوائز ومراكز على مستوى الجمهورية فى هذه الألعاب، وأصبحت بعد ذلك نموذج فخر لكل أفراد أسرتها بعد النجاح الذى تمكنت من تحقيقه.

  • Related Posts

    • فن
    • مايو 10, 2025
    • 16 views
    فيلم “فار بـ7 أرواح” يحقق إيرادات غير متوقعة ويواجه احتمال رفعه من السينما قريبًا

    ايمان محمد شهد الفيلم المصري “فار بـ7 أرواح” انخفاضًا كبيرًا في الإيرادات، حيث حقق فقط 8554 جنيهًا ، بعد بيع 68 تذكرة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما وضعه في المركز…

    • فن
    • مايو 10, 2025
    • 17 views
    رد ناري من ابن محمود عبد العزيز على بوسي شلبي

    نورهان محمد أثارت أزمة الإعلامية بوسي شلبي وأبناء الفنان الراحل محمود عبد العزيز جدلًا واسعًا، خاصة بعد تصريحات محمد محمود عبد العزيز التي أكد فيها أن بوسي خسرت جميع درجات…

    اترك تعليقاً

    فاتك

    تحذير عاجل لأصحاب أندرويد.. تحقق من هذا الإعداد فورا

    تحذير عاجل لأصحاب أندرويد.. تحقق من هذا الإعداد فورا

    أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم السبت 10-5-2025 في البنك المركزي المصري

    أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم السبت 10-5-2025 في البنك المركزي المصري

    فيلم “فار بـ7 أرواح” يحقق إيرادات غير متوقعة ويواجه احتمال رفعه من السينما قريبًا

    فيلم “فار بـ7 أرواح” يحقق إيرادات غير متوقعة ويواجه احتمال رفعه من السينما قريبًا

    ترامب يوجّه بإدخال المساعدات إلى غزة عبر 400 نقطة توزيع لضمان الأمن والكفاءة

    ترامب يوجّه بإدخال المساعدات إلى غزة عبر 400 نقطة توزيع لضمان الأمن والكفاءة

    المحكمة الدستورية العليا تفصل اليوم في دعوى عدم دستورية شروط تراخيص شركات السياحة

    المحكمة الدستورية العليا تفصل اليوم في دعوى عدم دستورية شروط تراخيص شركات السياحة

    تفاصيل واسباب حريق كتان الغربية… النيران تبتلع 1000 فدان وتصيب 17 شخصًا

    تفاصيل واسباب حريق كتان الغربية… النيران تبتلع 1000 فدان وتصيب 17 شخصًا
    Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com