عفواً نفتح هذا الملف ..الطلاب المغتربون تحديات, ومشكلات متكررة تحتاج إلي رؤية جديدة!

بقلم : رانيا مصطفي

كم اشعر بالآلم, وكم يتمزق قلبي كلما أقرأ عن حادث آليم علي وسائل التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) تحولت فيه النفوس البشرية إلي وحوش ضارية ما هو ذنب طلاب جامعة الأزهر المغتربين بمحافظة أسيوط الذين تم نقلهم من سكنهم الخارجي أشباه جثث.. هل صوتهم الذي أرتفع أثناء مراجعتهم لدروسهم استعداداً للامتحان أو أن صوت تبادل ضحكاتهم العالية مع بعضهم البعض سبب كافي وكفيل ليتهجم عليهم الأهالي وينهالوا عليهم بالضرب بالمطاوي والسنج ومن يقترب من زملائهم  لينقذهم تتم مطاردته بالسواطير في أي مجتمع نحن؟ أشعر أننا تحولنا إلي نمط من أنماط  المجتمعات الهزلية التي نراها في أفلام الرعب من أفلام الزومبي وأكلي لحوم البشر, وجراء ذلك إصيب الطلاب – كما تم تداوله عبر صفحات التواصل الإجتماعي – إصابات بالغة حتي أن أحدهم أصيب بإرتجاج في المخ ورأيي الشخصي هذا لا يعني أن الطلاب ملائكة أو أن الأهالي شياطين ولكنه يعني أنها جريمة إنسانية بكل المقاييس

ونجدها مشاهد باتت تتكرر فما زلت أتذكر  الحادث الأليم الذي وقع العام  الماضي, وهو حالة طالبتي الأزهر المصابتان بإصابة بالغة في العين حيث تم تفجير مقلة العين اليمني لكلا من الطالبتين والسبب بسيط جداً وهو أن أحدهم يعبر عن فرحته بإطلاق الخرطوش في الهواء ليستقر في أعين الطالبتين ما جناية كلا منهما؟ ليفقدوا أعينهم هل كل ذنبهم أنهم اتجهوا للشباك ليشاهدوا الفرح ؟!

        ولا ننسي دور الشرطة في كلا من الحادثتين حيث تم القبض علي الأهالي المعتدين بحسب ما تم ذكره بوسائل التواصل الإجتماعي وبحسب ما تابعته في حادث الطالبتين. وينبغي علينا الإعتراف بأن مثل هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات المغتربين يترتب عليه بعض الظواهر مثل أرتفاع أسعار إيجار الشقق المتاحة كسكن للطلاب مما يؤثر علي أرتفاع أسعار الإيجارات بصفة عامة خاصة في محافظة مثل محافظة اسيوط .        وفي ضوء كل ما سبق  أقترح أن تتكاتف جميع الجهود من أجل حماية الطلبة والطالبات المغتربين من مخاطر السكن الخارجي وحمايتهم أيضا من إتباع سلوكيات تضر بهم ومقترحاتي هي  :

 أولاً:أن يتم تخصيص بند مالي بالنسبة لجامعة الأزهر لتوسعة المدن الجامعية, وخاصة مع توافر مساحات فضاء داخل محيط جامعة الأزهر بحسب ما يتردد بهذا الصدد .                   

ثانياً: يتطلب الأمر إعادة النظر في المدن الجامعية بشكل عام لأن ظاهرة السكن الخارجي ظاهرة تمس طلاب الجامعات العامة, وليست فقط تمس طلاب جامعة الأزهر, ولذلك لابد من العمل علي توسعتها  لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب التي يبدو أنها تتزايد كل عام كما ينبغي إعادة النظر في تنسيق الطلاب وزيادة نسب أعداد الطلاب  التي ينطبق عليها بنود تقليل الإغتراب .        

ثالثاً:العمل علي انشاء مدن جامعية حديثة, ومتطورة  في المدن الجديدة بأسعار مناسبة للطلاب تحقق لهم الأمن والآمان .     

رابعاً: الإهتمام بتطوير تكنولوجيا التعلم عن بعد وتوفير كورسات بديلة متاحة علي الإنترنت خاصة وأن هذا قد يتناسب مع بعض الكليات النظرية لتقليل الكثافات الطلابية .

خامساً : العمل على تنميه الوعي لدي شباب الجامعات خاصة مع إفراط البعض في استغلال مثل هذه الحوادث وإعطاء صورة سلبية وتعميمها فأصعب ما تجده هو تعليقات البعض ع صفحات التواصل, و التي تحمل خطاب لا يخلو من صيغ الكراهية أو الخوف وهو من شأنه أن ينبهنا إلي أهمية الأنتباه إلي ضرورة تنمية وعي شبابنا في التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي . 

 

  حفظ الله مصر ..حفظ الله الوطن .

فيديو إصابة طلاب جامعة الأزهر 

فيديو طالبات الأزهر المصابات بطلق خرطوش بالعين العام الماضي.