أتشرف بأن أشارككم أولى مقالاتي بجريدة أصالة وطن التي منحت لي هذه الفرصة واتمني أن ينال أعجباكم
مقال بعنوان: “الطلاق …. ولكن ! ”
بقلم : الاء نبيل فريد
” كاتبة ادبية “
الجملة الأولى التي يتحدث بها أي مأذون في وقت الانفصال “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”
هي ذاتها تضاد جملة “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.
بين هذا وذاك فترة تُسمي “عِشرة”، عندما تنتهي تبدأ مأساة جديدة من نوعها على السيدة المُطلقة؛ لأن في مجتمعنا هذا تُعتبر المرأة هي من أهم الأسباب الرئيسية للطلاق، لا أحد يلتفت إلى أن الخطأ يكون مشترك، الأسباب الحقيقية وراء الطلاق تكمن فيما سوف نناقشه في هذا المقال:
١-الاحلام الوردية: في بداية أي علاقة يبدأ كل طرف في نسج الخيالات بالنسبة للرجل:
يُمنى نفسه أنه وجد من تشبه والدته في كل شيء، ستكون كالقطة الأليفة مثل أمينة، هو سي السيد بمعنى أنه من الممكن أن يكون لديه الكثير من العلاقات السابقة، لكنه يتمنى فتاة بلا ماضي.
أما بالنسبة للمرأة: فهي تبحث عن فتى الأحلام الذي سوف يأتي على حصانهِ الأبيض، هي كالسندريلا التي التقت بالأمير بعد عذاب أو أن يشبه والدها في كل شيء أيضًا أو يكون العوض إذا كان الأب قاسي أو منفصل عن الأم أو متوفي.
لتفادي هذا السبب الهام يجب أن نعيش على أرض الواقع، نقتنع أنه لا يوجد في الحياة أحد يُشبه الآخر كُلًا منا له طابع، معايير خاصة، منتهى الظلم في أي علاقة هي المقارنة.
فالمقارنة بين رجل آخر أو سيدة آخري تأتي من عدم الرضا بالنصيب ويجعل الطرفين دائمًا في حالة فتور، نفور.
٢-الثقة، الشك، الأمان، الخيانة، البخل والفتور: جميعهم كأوجه الشطرنج، هُم من أكثر الأسباب التي تؤدي لإفساد طمأنينة أي زوجين؛ لأن إذا تواجد أي منهم تُصبح الحياة مستحيلة حتى إذا كان هُناك أطفال.
فالحياة تُبني على المودة والرحمة والتقوى، ليس الكذب والخيانة، ليس من الضروري أن يكُون الشك أو الخيانة بالمعنى المفهوم كما يقولون فالنظرة يُمكن أن تحكي الكثير من الأشياء، هي أولى خطوات الهدم، أهم أنواع الخيانة هو نقض عهود الزواج، اكتشاف أن ضل الرجُل الذي كُنت ِتستندي عليه ما هو سوى جدار وهمي سقط مع أول رياح عابرة، البخل أيضًا ليس فقط في المال إنما أبشع الأنواع هو بُخل المشاعر فالكثير من الأزواج والزوجات يعتقدون ما دام يقومون بالأعمال اليومية، يلبون احتياجات بيوتهم فهذا كُل شيء، لكن لا أحد من الزوجين يُفكر فيما ينقص الطرف الآخر من احتياج معنوي، يجعل أي منهم يُبرر لذاته الخيانة أي أن البخل والخيانة بينهم علاقة طردية.
٣-الطمع: عندما يكون أحد الأطراف ذو حالة مالية ميسورة يعتقد الطرف الآخر أن الاستيلاء على امواله بلعبة الزواج.
٤-فرق السن، عدم التفاهم: عندما يكون الفارق العمري كبير بين الزوجين يُصبح هُناك العديد من الأمور التي لا يستطيعوا التفاهم فيها نظرًا لتفاوت خبرة كُلًا منهم، رؤيته للأمور.
٥-القوانين والأحكام: في وضعنا الحالي الرجل والمرأة يعتقدوا أن القانون أصبح حامي لهما فالرجل: يعتقد أن المرأة نُريد الطلاق؛ للحصول على حقوقها المادية كافة، استغلاله.
أما المرأة: تعتقد أن بقانون الخُلع يحق لها التخلص من زوجها، التنازل عن كل حقوقها في سبيل السعادة، في الحالتين يُخرب المنزل، الأسرة.
٦- الأصدقاء، الحسد، مواقع الانترنت: في وقتنا الحالي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى دمار العائلة؛ لأنه البيوت أسرار وبوجد هذه الأشياء أصبح كله على العلن؛ لأننا نظهر حياة غير حياتنا فبالتالي الأصدقاء والحاسدون يتمنون خراب البيت بما يروه، ليس حقيقة ما نعايشه
انواع الطلاق:
١-الطلاق الرجعي
٢-الطلاق البائن
٣-الطلاق الصريح
٤-الطلاق الكنائي
٥-الخلع
الاستشهاد بأيات من القرآن الكريم، الأحاديث النبوية:
قال الله تعالى في سورة الأحزاب:
” بسم الله الرحمن الرحيم”
“يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدةٍ تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحًا جميلًا”.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ثلاث جدهن جد، هزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة”.
إشارات تدل على اقتراب الطلاق:
١-الخلاف على الشيء نفسه أكثر من مرة.
٢-انتقاد أي فعل يقوم به الطرف الآخر.
٣- عدم القدرة الإفصاح عن المشكلات، المشاعر.
نصائح لتفادي الطلاق:
١-الحفاظ على التواصل.
٢-تجنب الكلمات الجارة.
٣-التحلي بالهدوء والصبر.
٤-تبادل الاحترام والحب.
٥-عدم المبالغة في ردود الأفعال.
٦- الاولوية للأسرة قبل أي شيء.
٧- التعبير عن المشاعر.
٨-التسامح و محاولة تجاوز الأخطاء.
آداب الطلاق:
١-عدم الاستعجال على الطلاق.
٢- الانفصال لعدم معرفة حدود الله وهي العدل بين الزوجات.
٣- الا يكون الطلاق في حالة الغضب.
٤- الافتراق بإحسان.
٥- عدم إيذاء الزوجة.
في النهاية معنى كلمة طلاق من وجهه نظري المتواضعة:
الطاء: طاقة
اللام: لوم
الالف: ألم
القاف: قسوة
بمعنى أن الطلاق: هو نفاذ الطاقة واللوم والألم والقسوة، يجب أن نعلم أن الانفصال لا يأخذ سوى دقائق، لكن آثاره تظل مستمرة على مدى الدهر سواء للرجل أو المرأة او الأطفال، يجب أن نراعي أولادنا عند اخذ هذه الخطوة؛ لأنهم شركاء حياة فأخذهم في عين الاعتبار منتهى العقل والحكمة.
