تفاصيل القبض على رئيس المخابرات الجوية السورية السابق في ريف اللاذقية

وكالات

اعتقال اللواء إبراهيم حويجة
ألقت إدارة الأمن العام في سوريا القبض على رئيس المخابرات الجوية السابق، اللواء إبراهيم حويجة، بعد رصد دقيق لموقعه في مدينة جبلة الساحلية، موضحةً على لسان مصدر تحدث لوكالة «سانا» أن «حويجة» متهم بمئات الاغتيالات في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، منها الإشراف على اغتيال المعارض كمال جنبلاط في لبنان.

ملاحقة فلول النظام السابق في سوريا

تخوض القوات السورية الليلة اشتباكاتٍ عنيفة في مدينة جبلة بريف اللاذقية التي ينحدر منها إبراهيم حويجة، ضد عناصر من نظام الرئيس المعزول بشار الأسد، وتُعرف هذه المنطقة بأنها موطن لعدد من الشخصيات البارزة في الأجهزة الأمنية السورية، التي جرت الإشارة إليها بمسمى «فلول النظام السابق».

وتُعتبر إدارة الاستخبارات الجوية من أهم الأجهزة الأمنية في سوريا حيث كانت تتبع مباشرة للرئيس الأسبق حافظ الأسد، ولعبت دورًا محوريًا في مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية، إلى جانب مسؤوليتها عن جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات الداخلية والخارجية التي قد تشكل تهديدًا للنظام.

معلومات حول رئيس المخابرات الجوية السابق
بدأ إبراهيم حويجة مسيرته العسكرية كضابط في القوات المسلحة السورية في فترة السبعينيات، ثم حصل على رتبة نقيب، ومع مرور الوقت، تمت ترقيته ليصبح مديرًا لإدارة الاستخبارات الجوية عام 1995، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2002.

وفي 16 مارس 1977، اغتيل الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قائد الحركة الوطنية في بلاده والرئيس المؤسس للحزب التقدمي الإشتراكي، وجاء اغتياله في ظل توترات سياسية كبيرة بينه وبين النظام السوري بقيادة حافظ الأسد.

فيما أشارت أصابع الاتهام إلى النظام السوري، وتحديدًا نحو رفعت الأسد، شقيق الرئيس الأسبق، إلا أن اتهامات الاغتيال وُجّهت أيضًا إلى «حويجة» الذي كان يشغل حينها رتبة نقيب في الاستخبارات الجوية.

كمال جنبلاط
أنشطة مشبوهة حول إبراهيم حويجة وابنته
بخلاف دوره في اغتيال كمال جنبلاط، ارتبط اسم إبراهيم حويجة بعدة أحداث دموية أخرى، منها قمع انتفاضة حماة عام 1982، إذ كانت الاستخبارات الجوية من الأجهزة التي شاركت في العمليات العسكرية ضد المعارضة آنذاك، وفقًأ لصحيفة «جنوبية» المحلية.

وفي عام 2002، أقاله الرئيس السابق بشار الأسد من منصبه كمدير لإدارة الاستخبارات الجوية، بعد أن شغل هذا المنصب لمدة تقارب 15 عامًا، دون أن تُعلن الأسباب الرسمية لإقالته، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنها جاءت في إطار تغييرات داخلية في الأجهزة الأمنية.

وبعد إقالته، ابتعد حويجة عن الأضواء وقلّ ظهوره الإعلامي، إلا أنه في عام 2017 نشر السفير السوري السابق لدى الأردن، اللواء بهجت سليمان، صورة تجمعه مع حويجة على شاطئ مدينة جبلة بريف اللاذقية الجنوبي، ليثير بذلك تساؤلات حول أسباب ظهور واحدٍ من أكثر الضباط غموضًا في عهد حافظ الأسد، والمتهم الرئيسي باغتيال جنبلاط بعد فترة طويلة من الغياب.

لدى إبراهيم حويجة ابنة تُدعى كنانة، كانت تعمل كمذيعة في التلفزيون السوري الرسمي، وبرز اسمها في السنوات الأخيرة كمفاوضة باسم النظام السوري مع فصائل المعارضة، حيث ظهرت في عدة مقاطع فيديو وهي تتفاوض على عمليات إجلاء أو مصالحات في مناطق مختلفة من سوريا، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهمها بتقاضي عمولات على صفقات تهجير المعارضين بلغت مئات آلاف الدولارات، وأطلق عليها لقب «المذيعة المليونيرة».