الرئيس السيسي يلتقي برئيس الحكومة الإسبانية في مدريد: تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية

متابعة احمد على البدرى

الرئيس السيسي يلتقي برئيس الحكومة الإسبانية

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في العاصمة الإسبانية مدريد برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى مملكة إسبانيا. عقد الجانبان جلسة مباحثات بمشاركة وفدي البلدين، تناولت مجمل العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية.

دعم إسبانيا لموقف مصر بشأن فلسطين

أكد رئيس الحكومة الإسبانية اتفاق إسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين. شدد على أن إسبانيا ترفض بشكل حاسم وقاطع تهجير الفلسطينيين، وأنها ستدعم كل ما يصدر عن القمة العربية المرتقبة التي ستعقد في مصر بشأن إعادة إعمار قطاع غزة والخطة المصرية في هذا الشأن، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم. وأكد ضرورة تطبيق حل الدولتين.

توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية

شهد الرئيس السيسي ورئيس الحكومة الإسبانية توقيع إعلان ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة.

المؤتمر الصحفي

عقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا تناول مجريات المباحثات. وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي:

كلمة الرئيس السيسي

بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي، دولة السيد/ بيدرو سانشيز..
رئيس حكومة المملكة الإسبانية،
السيدات والسادة.. الحضور الكريم،

أعرب عن خالص الشكر والامتنان للحفاوة التي لقيتها منذ وصولي إلى مملكة إسبانيا الصديقة. تعكس زيارتي الثانية إلى مدريد الرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين بلدينا والتعاون المثمر بينهما، على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين.

في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة بيننا، وسعينا المتواصل لتطويرها، وقعنا اليوم وثيقة لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. نتطلع إلى تطبيقها بشكل فعال جنبًا إلى جنب مع جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بيننا، بهدف تعميق التعاون الاقتصادي والاستثماري، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كما أكدنا على ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية العاملة في مصر.

شدّدت مباحثاتنا على ضرورة تعزيز التعاون في توطين الصناعة في مصر في كافة المجالات، بما في ذلك مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. إضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات في موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، نظرًا لأهمية مسألة الأمن المائي لمصر.

تناول الأزمات الإقليمية

كانت الأزمات الإقليمية محورًا مهمًا خلال مباحثاتنا، حيث استعرضنا التطورات المتعلقة بالحرب في قطاع غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية. أكدنا على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المأساوية التي يعانون منها.

أشيد بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير. اتفقنا على ضرورة السعي لإحياء عملية السلام بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

أكدنا على أهمية دعم المجتمع الدولي وتبنيه لخطة إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم. كما شددنا على ضرورة دعم المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بالقطاع، وفي مقدمتها وكالة الأونروا.

الوضع في سوريا ولبنان

تناولت مباحثاتنا التطورات في سوريا، حيث أكدت دعم مصر الثابت للشعب السوري الشقيق والوقوف إلى جانبه لتحقيق تطلعاته المشروعة. توافقنا على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وضرورة بدء عملية سياسية شاملة بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري. كما شددنا على رفضنا التام للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان.

تناولنا الأوضاع في لبنان، حيث رحبنا بانتخاب رئيس جمهورية جديد ورئيس حكومة جديد، وأكدنا على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية.

التعاون الإقليمي

اتفقنا على أهمية تكثيف التعاون لوقف الهجمات ضد السفن التجارية في باب المندب وتبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية في منطقتي القرن الإفريقي والساحل.

الختام

ختامًا، أعرب عن خالص الشكر لدولة رئيس الوزراء على دعوتي لزيارة مملكة إسبانيا الصديقة. أتطلع للترحيب بكم وبجلالة الملك وجلالة الملكة في مصر، والمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، لتعميق علاقات التعاون وترسيخ أواصر الصداقة التاريخية الممتدة بين بلدينا وشعبينا الصديقين.

شكرًا جزيلاً.