Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مزيد

بالصور الندب والحزن عادة متوارثة من المصرى القديم

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

• إهتم المصرى القديم بموته و مارس العديد من الطقوس الجنائيزية، وسبب هذا الأهتمام هو إعتقادهم بوجود حياة أخرى أبدية، ومن هذه الطقوس الندب والنواح على الميت، تعبيرًا عن حزنهم، فبعد موت أى شخص يحمله الأهل و الأقربون إلى المحنطين، وذلك لسرعة حفظ وتحنيط الجسد بما يضمن له إمكانية عودة الروح لجسده مرة ثانية. ثم يُصطَحب المتوفى بعد ذلك فى موكب يحضره الأهل والأقربون، وتتباين عظمة ومهابة هذا الموكب أيضًا وفق المكانة التى حظى بها الشخص المتوفى خلال حياته. ويعرف هذا الموكب« بموكب الجنازة»، وكان يصاحب المتوفى فيه أثاثه الجنزى، وكل الإمدادات اللازمة للمقبرة، يبدأ موكب الجنازة عقب الإنتهاء من تحنيط جثمان الشخص المتوفى فى صحبة الكهنة والأهل والأقرباء والأصحاب لتوديع المتوفى، ومن ضمن الحضور تجد «النائحات أو الندابات ».

• مشاهد النائحات والنادبات وقد ترك لنا المصريين القدماء مشاهد تصور الكثير من مظاهر الحزن و الألم لوفاة شخص ما، وذلك عندما يكون هذا الشخص من الأقرباء أو الأحباء ، من أهم المظاهر الندب والصراخ والعويل، ولطم الخدود، وشق الملابس،فقد كانت هذه مهنة « وظيفة » ، تقوم بها سيدات ليس لهم صلة قرابة بالمتوفى، وكانت معظم ملابس الندابات تميل إلى اللون الرمادى أو الأزرق دليل على الحزن . وقد عبر المؤرخ الإغريقى «هيرودوت» عن تقاليد الندب ومظاهر الحزن فى مصر القديمة فقال ﴿إذا مات فى بيت من البيوت رجلٌ ذو شأن، لطّخت كل نساء هذا البيت الرأس أو الوجه بالطين، ثم يتركن الجثة فى الدار، ويجلن فى المدينة لاطماتٍ، وقد شمرن عن أذرعهن، وكشفن عن صدورهن، و معهن كل قريباتهن﴾ .
بهذه الكلمات وصف لنا هيرودوت هذه التقاليد ،والتي ترجع أصولها إلى أسطورة «أوزيـر» ، إذ عم المصريين حزن عميق لمصرع معبودهم،وكانت أختاه«إيـزيس» و «نبت-حات» فى مقدمةالمحزونين، حيث بكيتا عليه بكاءًا شديدًا هز السماء.

• وقد رمز المصريون إليهما بحداءتين، تركع الأولى عند رأسه وتضع يديها عليه، وأطلقوا عليها «جـرت ورت» أى «النادبة الكبرى»، ويقصد بها «إيزيس» ، وتركع الأخرى عند قدمه، وتضع يديها على صدرها،وأطلقوا عليها «جـرت شرت» أي «النادبة الصغرى» و يقصد بها «نفتيس» ، وعرفوا بإسم «جـرتى» أي «النادبتان» ، وقد صُوِّرتا أحياناً بشكل آدمى، وأحياناً أخرى كحدأتين؛ حيث قيل أن «إيزيس» روَّحت بأجنحتها فهبَّ الهواء، ودبّت الحياة فى جسم زوجها المعبود الميت «أوزيـر» ؛ كما تدعى الأسطورة أنها تحولت إلى طائر لتبحث عن جثة زوجها.

• عرفت النادبات فى مصر القديمة بخمس مترادفات :
١- جـرت … وقد ورد ذكر النادبة «جـرت» فى نصوص الأهرام ، وكذلك ذُكرت النادبتان «جـرتى» فى مقابر بعض أفراد الدولة القديمة والدولة الوسطى .


٢- ثست … إحدى الكلمات التى دلت على النادبات فى الأسرة التاسعة عشرة. ومن السيدات اللائى شغلن هذه الوظيفة «حمت نثر ؛ آى ؛ يوى » ؛ وكلهن من أسرة رجل يدعى «نخت آمون»، والذى كان نحاتًا للمعبود «آمون»، وخادمًا فى مكان الحق (مدينة الموتى). وقد كان لقب السيدة «يوى» هو «نادبة سيد الأرضين».
٣- رميت … أستخدم هذا اللقب للدلالة على النادبات منذ الأسرة الثامنة عشرة، كما إتخذته بعض السيدات فى الأسرة التاسعة .
٤- شبت …ظهر هذا اللقب منذ الأسرة التاسعة عشرة ، وقد أطلق على النادبات فى مقبرة «نفر حتب» الذى كان كاتباً للمعبود «آمـون».
٥- سمنتت … أطلق هذا اللقب على النادبات فى «نصوص الأهرام» ، ويبدو أنه كان يقصد به «النادبات الإلهيات» أكثر من البشريات. ويلاحظ أن إسم النادبتين «جـرتى» كان أكثر شيوعًا للدلالة على النادبات من الأسماء الأربعة الأخرى.

٭ هكذاعزيزى المتابع .عرفت شكل الحزن عند المصرى القديم وتوديعه أحبابه، و أصل عادة الندب والحزن التى مازالت منتشرة فى بعض مناطق الصعيد والريف المصرى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى