لماذا تكثر البنوك المركزية من شراء الذهب سرا؟ 80 طنًا شهريًا تُحفّز تغيرات كبرى في النظام المالي الدولي

كتب: أصالة وطن

القاهرة – أصالة وطن تشهد الأسواق العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الذهب، في ظل شراء ضخم من قبل البنوك المركزية حول العالم بكميات تقارب 80 طنًا شهريًا، بما يعادل نحو 8.5 مليار دولار، وفقًا لتقارير مؤسسات مالية كبرى.

وما يزيد الكم المشتراه من الذهب أهمية هو أن أكثر من ثُلثي هذه الكميات يتم عبر عمليات غير معلنة رسميًا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أسباب الشراء الخفي وتأثيره في تحوّل ميزان القوى الاقتصادية الدولية .

تنويع الاحتياطيات وتفادي “سلاحية الدولار”جاء شراء الذهب كثيفًا بعد قرار تجميد احتياطيات روسيا الأجنبية عام 2022، ما أثار مخاوف من أن الدولار الأميركي قد يُستخدم كأداة ضغط سياسي واقتصادي.

لذا لجأت البنوك المركزية إلى زيادة حصتها من الذهب، وهو أصل صلب لا يخضع للحظر أو التجميد حتى إذا خُزّن ضمن حدود الدولة .

ضبط النفس النقدي والأزمات الجيوسياسيةيمثل الذهب للأصل الاحتياطي “مسارًا محايدًا”، بعيدًا عن سياسات أي دولة.

ووفقًا لآدم جلابنسكي، محافظ البنك الوطني البولندي: “الذهب هو أكثر الأصول أمانًا، لا يتأثر بسياسات أي دولة ويصمد طويلًا” .

استمرارية التوترات العالمية، وعجز الدولار عن مواجهة التضخم المتصاعد، زادا من توجه البنوك نحو شراء الذهب.

الصين.. لاعب مركزي خلف الكواليستُعد الصين من أكبر مشترِكي الذهب عالميًا، حيث تُقدّر بمعدلات تصل حتى 40 طنًا شهريًا، معظمها من خلال تعاملات غير معلنة عبر قنوات مثل سويسرا لتعزيز احتياطها بعيدًا عن الأضواء .

تأثير نفسي وأسعار قياسية مرتقبةرفع بنك “جي بي مورغان” وحسابات “Goldman Sachs” توقعاتهم لأسعار الذهب إلى مستويات تتجاوز 3,700 دولار للأونصة قبل نهاية 2025، وحتى 6,000 دولار بحلول عام 2029، إذا استمر الشراء بهذا المعدل .

هذا التوجه لا يدعم الذهب فقط كمخزن قيم، بل يزيد من ضغط صعود الأسعار بسبب الطلب المؤسسي الغير معلن.

وضع السوق الحاليبلغ سعر الذهب اليوم الأحد الأونصة عند 3,309 دولارًا شراء و3,310 دولارًا بيع، بتراجع نحو 1% أسبوعيًا إثر تصريحات ترامب حول محادثات التقديم لتسوية تجارية بين الولايات المتحدة والصين

رغم ذلك، سجل المعدن النفيس ارتفاعات تجاوزت 29% هذا العام، مع بلوغه أعلى مستوياته على الإطلاق في أبريل

خلاصة

مع عمليات شراء ضخمة وجوهرها سري، تسعى البنوك المركزية لحماية استقرارها المالي بعيدًا عن تقلب الدولار والعقوبات، بينما ينتظر المستثمرون أثر هذه الديناميات على أسعار الذهب مستقبلاً.