- الإعلانات -

قرية الحرفيين في سوهاج أنشئت عام 2008.. ومازالت الورش تنتشر في شوارع المحافظه 

0 249

- الإعلانات -

 

 

كتبت هاجر عبد العليم

قرية الحرفيين فى سوهاج

يعانى سكان مدينة سوهاج من انتشار الورش بمختلف أنواعها فى الشوارع الرئيسية والفرعية بحى شرق وحي غرب، لدرجة أنه لا يخلو شارع من وجود ورشة أو أكثر، مخلفة ورائها مشاكل لا تعد ولا تحصى، ما بين التلوث البيئي الناتج عن استخدام المواد الكيميائية فى تصنيع المنتجات، والتي تهدد الأهالي بإصابتهم بأمراض خطيرة، بالإضافة إلى الضوضاء المنبعثة والتى تقلق راحتهم، ولا تراعي ظروف المرضى وكبار السن وطلاب المدارس والجامعات، كما أن الكثير من هذه الورش وخاصة في الشوارع الفرعية، تعمل حتى ساعات متأخرة من الليل فى ظل غياب الرقابة عليها.

وما يثير الدهشة لدى المواطنين، أن مدينة سوهاج يوجد بها قرية للحرفيين، أنشئت خصيصاً عام 2008 على مساحة 80 ألف متر مربعاً لنقل كافة الورش إليها، ورفع المعاناة عن أهالي مدينة سوهاج .

 

 

 

في البداية يقول فاروق عبد الرحيم محاسب، إن ورش النجارة والحدادة وسمكرة السيارات والدوكو، أصبحت صداعاً مزمناً في كافة شوارع مدينة سوهاج، حيث لا يخلو شارع من شوارع المدينة الرئيسية والفرعية من انتشار هذه الورش ، التى غزت كافة شوارع المدينة وأصبحت أعدادها تتزايد يوما بعد يوم ، على الرغم من إنشاء قرية للحرفيين، هدفها الأساسى إخلاء كافة الشوارع من هذه الورش ، ونقلها إليها ، مشيراً إلى أن الكارثة تكمن في أن بعض هذه الورش ليس لديها تصريح لمزاولة نشاطها، والدليل على ذلك أنه يتم تغيير النشاط من فترة إلى أخرى.

 

- الإعلانات -

كما يشير لطفى تادروس، مدرس، إلى أن الورش الحرفية تشوه الوجه الحضاري لأحياء سوهاج، وتُعدُ انتهاكا لحقوق المواطنين وعيشهم حياة كريمة، لأن الورش وخاصة في الشوارع الفرعية الضيقة، تسبب إزعاجا شديدا للسكان ، بالإضافة إلى أضرارها البيئية والاجتماعية، حيث تتسبب فى تلوث بيئي ناتج عن استخدام المواد الكميائية في التصنيع، كما أنها تمثل نقاط تجمع للعمال والحرفيين الذين يفترشون الأرض أمام مساكن المواطنين ويؤذون مشاعرهم .

 

 

 

ويوضح أحمد عبد الرحيم بكالوريوس تجارة، أنه من سكان شارع حسين عبد السلام بالمخبز الآلى بحي غرب سوهاج ، وهذا الشارع كان يتمتع بالهدوء وجميع سكانه تقريبا من المدرسين والموظفين، إلا أنه فى الآونة الأخيرة تم تأجير ورشتين في الشارع تعملان على مدار اليوم، إحداهما يوجد بها منشار كهربائي يصدر ضجيجا هائلا عند تشغيله، والأخرى ليس لها نشاط ثابت، حيث يعمل صاحبها مرة في إصلاح الأثاث القديم ودهانها، مخلفةً رائحة المواد الكيميائية المستخدمة فى الدهانات التى تنتشر داخل الشقق السكنية وتخنق سكانها، ومرة أخرى تتحول إلى ورشة لإصلاح الدراجات، وأخيراً فوجئنا بإحضاره سيارات الأجرة ورشها بالدوكو، مما يمثل خطراً بالغاً على صحة المواطنين، مطالباً المسئولين بإحكام الرقابة على هذه الورش وتحديد نشاطها واتخاذ الإجراءات اللازمة لنقلها الى مدينة الحرفيين حمايةً للمواطنين والحفاظ على سلامتهم .

 

ويقول رومانى جرجس صاحب ورشة نجارة ، أنه ورث هذه المهنة من والده وهى مصدر رزقه الوحيد ، مشيرا إلى أنه يتواجد داخل الكتلة السكنية، لأنه يرتبط بزبائنه وبمقر إقامته، ولا يستطيع الانتقال إلى قرية الحرفيين في الجبل الغربي، لأنه في حالة انتقاله سوف يخسر زبائنه الذين سيبحثون عن أقرب نجار مجاور لهم ، ولن يكلفوا أنفسهم مشقة الانتقال إلى الجبل الغربى للوصول إليه ، مطالبا مسئولي المحافظة باختيار منطقة قريبة من الكتلة السكنية في حالة إصرارهم على نقل الورش إليها .

 

 

 

وعلى الجانب الآخر يشكو أصحاب الورش بقرية الحرفيين من العديد من المشاكل، حيث يقول عمر عبد العزيز صاحب ورشة رش دوكو خشب، إن المواطنين يعزفون عن المجىء للقرية بسبب بعد المسافة بالإضافة إلى وجود ورش قريبة من محال إقامتهم ولا يوجد مبررا للذهاب إلى قرية الحرفيين وبالتالى أعمالنا شبه متوقفة، وأحيانا نظراً إلى العمل داخل منازل المواطنين أو بورش الأقارب والأصدقاء المتواجدة داخل المدينة بحثاً عن لقمة العيش، مشيراً إلى أن نجاح قرية الحرفيين يتطلب قراراً سريعا بنقل كافة الورش إليها فى وقت واحد حتى تصبح مكاناً لتجميع كافة الورش.

 

 

 

ويشير شعبان البردويلى صاحب ورشة سمكرة ، إلى أن الورشة التى حصل عليها بالقرية ضيقة، ومساحتها لا تكفى لمزاولة نشاطه، مشيراً إلى أنه يجب تحديد مساحات الورش طبقا لنوع نشاطها، وألا تكون المساحات موحدة ، كما أنه يجب نقل كافة الورش، حتى تتحقق العدالة، فليس من العدل أن نزاول نشاطنا بقرية الحرفيين فى نفس الوقت الذى توجد به ورش مشابهة داخل الكتلة السكنية .

 

أما حسن ابو المجد، رئيس الوحدة المحلية لقرية أولاد عزاز، فقد أكد أن القرية مزودة بكافة أعمال البنية التحتية، من كهرباء ومياه شرب وصرف صحى وطرق ممهدة ، وتمثل بيئة ملائمة لمزاولة النشاط الحرفي، مطالبا أصحاب الورش بضرورة الاستفادة من الحصول على ورشة بالقرية، لأنها تمثل المستقبل كما أن وجود ورش متنوعة يساعد على التكامل فيما بينها مما يعد من عوامل الجذب، حيث إن المواطن يحصل على كافة ما يريده فى مكان واحد ولا يحتاج إلى التنقل إلى أكثر من مكان لقضاء مصالحه.

 

ومن جانبه أوضح عدلى أبو عقيل ، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج، أن قرية الحرفيين تقع خارج زمام قرية أولاد عزاز بالجبل الغربى، بمركز سوهاج ، وأنشئت عام 2008 على مرحلتين، بلغت تكلفة المرحلة الأولى عشرة ملايين جنيه، لإنشاء 120 ورشة متنوعة، وعدد 16 محلا للخدمات ، وتكلفت المرحلة الثانية 22 مليون جنيه ، شملت إنشاء 144 ورشة بأنشطة مختلفة ، و22 ورشة دوكو ، و44 ورشة خدمات سيارات ، مشيرا إلى أن المدينة مجهزة بكافة المرافق، حيث يوجد بها وحدة إسعاف، ووحدة إطفاء ونقطة شرطة ومحطة رفع صرف صحي لخدمة قرية الحرفيين والمناطق المجاورة لها، ولوحة توزيع كهرباء ومد الخطوط الرئيسية لمياه الشرب من عملية مياه أولاد عزاز وحتى القرية بطول 3.5 كيلو متر.

 

 

 

و أشار إلى أنه تم الإنتهاء من توصيل الخطوط الفرعية داخل القرية، بالإضافة إلى إنشاء 10 عمارات سكنية تحتوى على 216 وحدة سكنية، ومبنى إدارى بالقرية ، وأضاف أنه تم الإنتهاء من رصف شوارع القرية، وطريق العمارات السكنية بطول 4 كيلو مترات ، كما تم إنشاء 30 محلاً تجارياً لخدمة المواطنين، لافتا إلى أن القرية جاهزة لاستقبال كافة الورش وتسكين أصحابها فيها .

Leave A Reply