تسامحوا تسلموا .
بقلم : أسماء همام
إننا البشر خلقنا من طين ولم نخلق من نور ، وخلقنا بمضغة في القلب ، قد تصلح فيصلح الإنسان وقد تفسد فيتدمر حتما ذلك الإنسان ، وأهم مايصلح تلك المضغة التي تحدثنا عنها ، هو التسامح، التسامح كلمة ليست هينة وأيضا ليست بالأمر المستحيل ولكن حتي نتحلي عميد الإعلام : مؤتمر جامعة الأزهر خطوة جادة للتمهيد للمؤتمر الدولي COP27 لابد أن نطبق مجموعة من الصفات الحميدة والقوية لترسيخها وطباعتها في النفس البشرية وقبل كل شئ لابد لنا أن نذكر مفهوم التسامح بشكل عام،التسامح هو مجموعة من التغيرات النفسية والسلوكية والإجتماعية والعاطفية التي تحدث في الفرد تجعله يستبدل المشاعر السلبية والتناقضات بالإيجابية ؛ لتحقيق الشعور بالسعادة لتكوين رغبة صادقة في المصافحة والتسامح، أنواع التسامح( ديني_ فكري_ سياسي _ عرقي _ اجتماعي _ إنساني ) أولا التسامح الديني: نبذ التعصب الديني والتطرف والتعايش السلمي بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية، التسامح الفكري والثقافي: عدم التعصب للأفكار وأحترام أدب الحوار والتخاطب التسامح السياسي: يقتضي نهج مبدأ الديمقراطية وضمان الحريات السياسية الفردية منها والجماعية التسامح العرقي : يعني تقبل الآخر رغم إختلاف لونه أو عرقه ونبذ التميز العنصري ، إن التسامح هي الخطوة الثانية بعد التقبل حيث أن التقبل يسمح لك بفهم الرسالة من الأحداث وتحديد خططك الجديدة ووعيك الذي وصلت له بالتقبل وقتها تبدأ المسامحة . وعلي مر العصور نجد أن فكرة التسامح كانت موجوده علي الرغم من الحروب والمشاحنات الأزمات التي كانت في العصور القديمة ، وكان أو ظهور لكلمة تسامح في الفكر المعاصر في كتابات الفلاسفة الذين تناولوا الايديولوجيا في أوروبا ، وأخذ التسامح يطرق كتابات المفكرين بعد حركة الإصلاح الديني آنذاك ،فكتب المفكر الفرنسي فولتير ، وذلك في رسالة في التسامح( 1763)والتي تناول قضية إتهام أب وإعدامه بتهمة قتل إبنه المخالف معه في المذهب، وقال وروح التسامح مبثوثة في الأديان والمذاهب الأخري؛ فالمصلح الصيني كونفشيوس (متوفي / 55 ) قبل الميلاد دعا إلي التسامح وحين سئل عن نصيحة لتكون نهج للحياة، (قد تكون التسامح بالاترضي لغيرك مالاترضاه لنفسك) وفي العصر الحديث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها( 51 يوليو 1996إعلان مبادئ التسامح ، واعتبرت فيه أن التسامح يعني قبول الآخر وقبول التنوع في الثقافات وأشكال التعبير عنها وأن التسامح يتعزز بالمعرفة والتواصل مع الآخر وحرية الفكر وأنه مسئولية إذا لاتعارض بين التسامح وحقوق الإنسان ، ولكن إذا رجعنا للنفس البشرية سنجد أنه ، إذا وقع ظلم مجحف علي شخص ما جعله يتجرع الأذي لفترات طوال ، هل سيكون من السهل عليه نسيان الألم والأذي النفس بسهولة والمضي قدما دون التفات إلي الماضي ؟؟؟ نحن بشر من الطبيعي أن يكون بداخلنا ذلك الحاجز الذي، يتسبب في عدم استشعار قيمة التسامح في قلوبنا، ولأجل ذلك ذكر الله سبحانه تعالي العافين عن الناس والكاظمين الغيظ بأكثر من موضع في القرآن الكريم قال الله تعالي” الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ” ولذلك فإن التسامح قوة وليست ضعفا، وإذا لم يطبق التسامح في المجتمع فإن الآثار التي سوف تقع علي المجتمع ، ستكون وخيمة من جميع الجوانب فسوف ينتشر الغضب والعن والانتقام الذي يولد الكره والبعض وبالتالي توقف مصالح المجتمع والذي يودي بدوره إلي إنهيار أفراده …..