وكالات
أعلن الإعلام الإيراني صباح اليوم السبت أن الحرس الثوري الإيراني أطلق موجة جديدة من الصواريخ باتجاه مواقع محددة داخل الأراضي المحتلة، في إطار تصعيد عسكري مستمر بين طهران وتل أبيب. وبحسب التقارير، فإن هذه الهجمات نُفذت قبل دقائق، دون أن يتم الكشف حتى اللحظة عن حجم الخسائر أو طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب.
وتأتي هذه الضربة الصاروخية وسط أجواء من التوتر الإقليمي المتصاعد، مع تحذيرات من أن تتطور المواجهة إلى صراع أوسع قد يُشعل المنطقة بأكملها. وتُعتبر هذه العملية امتدادًا واضحًا لسلسلة من الهجمات المتبادلة التي وقعت خلال الأيام الأخيرة، وسط دعوات دولية متكررة لضبط النفس وتفادي الانزلاق نحو مواجهة شاملة.
وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل، مع إعلان طهران عن استخدام صاروخ خرمشهر 4 الباليستي في اليوم السابع من التصعيد. وقد وُصفت هذه الضربة بأنها الأشد منذ بدء التوتر.
ووفقًا لمصادر إيرانية، فإن الصاروخ المستخدم يمتلك خصائص تقنية متقدمة من أبرزها سرعة تبلغ 16 ضعف سرعة الصوت في الفضاء، و8 أضعافها داخل الغلاف الجوي. كما يُعتقد أن الرأس الحربي يصل وزنه إلى 1.5 طن، ويمكنه الانشطار إلى عدة رؤوس فرعية، ما يفسر الدمار الكبير الذي لحق بمستشفى سوروكا في بئر السبع.
وأشارت تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أن الصاروخ الإيراني الجديد قد يكون قادرًا على حمل رؤوس نووية، وهو ما اعتُبر رسالة مباشرة من طهران بأن الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها.
وفي أول رد فعل رسمي، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي أن ضرب أسس النظام الإيراني أصبح هدفًا عسكريًا مباشرًا، بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن استهداف النظام الإيراني لم يعد خيارًا بل تحوّل إلى هدف استراتيجي واضح.
وتزايدت التكهنات حول مدى احتمال تدخل الولايات المتحدة في المواجهة، سواء تحت ذريعة وقف البرنامج النووي الإيراني أو كجزء من خطة أوسع لتغيير النظام في طهران.
وفي بغداد، أعلنت الحكومة العراقية حالة الطوارئ، وفعّلت غرفة العمليات تحسبًا لتطورات خطيرة محتملة، لا سيما بعد تداول أنباء عن نية إسرائيل استهداف مفاعل بوشهر النووي القريب من الحدود العراقية.
من جانب آخر، حذّر أكرم الكعبي، زعيم حركة النجباء، من أن أي استهداف للمرشد الإيراني سيُقابل برد شامل ضد المصالح الأميركية في المنطقة.
أما في لبنان، فقد التزمت الأوساط الرسمية الصمت، بينما أصدر حزب الله بيانًا مقتضبًا أعرب فيه عن تضامنه مع طهران، محذرًا من أن المساس بالمرشد الإيراني سيستفز الأحرار حول العالم. في المقابل، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته الأمنية واغتياله لعناصر من الحزب داخل الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى استنفار أمني واسع جنوب البلاد.
وفي القاهرة، أعربت السلطات المصرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الجاري، مُحذّرة من أن تطورات الصراع تصرف الأنظار عن جوهر القضية الفلسطينية. وذكرت مصادر دبلوماسية أن السلطات المصرية تلقّت طلبات إجلاء متزايدة من دول أجنبية عبر معبر طابا ومطار شرم الشيخ.
على الصعيد الدولي، أعلنت موسكو عن اتصال مباشر جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، أكدا فيه رفضهما للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، محذّرين من أن أي استهداف لمنشأة بوشهر النووية قد يؤدي إلى كارثة بيئية مدمرة، خاصة في ظل وجود خبراء روس داخل الموقع.
وفي باريس، أكدت الخارجية الفرنسية وجود قنوات اتصال مفتوحة مع طهران، في محاولة لاحتواء التصعيد وإحياء المسار الدبلوماسي المتوقف. وشدّد وزير الخارجية الفرنسي على أن وقف إطلاق النار هو شرط أساسي لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. ومن المتوقع عقد اجتماع دولي طارئ في جنيف، بمشاركة الترويكا الأوروبية وإيران، للبحث في سبل التهدئة ومنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة.