الألوان الصناعية وتأثيرها على صحة الأطفال بين التحذيرات العلمية والبدائل الطبيعية

كتب أصالة وطن

شهدت العقود الأخيرة توسعًا كبيرًا في استخدام الألوان الصناعية داخل الصناعات الغذائية بهدف تحسين مظهر المنتجات وجذب المستهلكين خاصة الأطفال وتدخل هذه الألوان في الحلوى والمشروبات الغازية والزبادي والمثلجات والمعجنات حيث تعد عنصرًا أساسيًا في التسويق الغذائي

تحذيرات علمية بشأن الألوان الصناعية

في الآونة الأخيرة تصاعدت التحذيرات من متخصصي التغذية والصحة العامة حول التأثيرات السلبية المحتملة لهذه الألوان على صحة الإنسان وخاصة الأطفال وكشفت الدكتورة عزيزة ثروت جمال مصطفى الباحثة بقسم بحوث تكنولوجيا حاصلات البستانية بوزارة الزراعة عن أنواع الألوان الصناعية المستخدمة في الأغذية وتأثيراتها الصحية

أنواع الألوان الصناعية المثيرة للجدل

الألوان الصناعية هي مركبات كيميائية تضاف إلى الأغذية لإكسابها لونًا جذابًا وتصنف إلى ألوان مسموح بها دوليًا مثل إي مئة واثنان إي مئة وعشرة إي مئة وتسعة وعشرون وأخرى محظورة أو مقيدة في بعض الدول نظرًا لتأثيراتها الصحية
أكثر الألوان إثارة للجدل تشمل التارترازين الذي يمنح اللون الأصفر الليموني صن ست يلو الذي يعطي لونًا برتقاليًا مائلًا للأصفر الأحمر الآزوروبين وهو لون شائع في الحلويات والمثلجات

الآثار الصحية للألوان الصناعية على الأطفال

الأطفال أكثر الفئات تأثرًا باستهلاك الأغذية المحتوية على ألوان صناعية نظرًا لضعف جهازهم المناعي وتأثيرها على تطورهم العصبي
أبرز التأثيرات التي رصدتها الدراسات تشمل فرط النشاط ونقص الانتباه حيث أكدت دراسة بجامعة ساوثهامبتون البريطانية ارتباط بعض الألوان الصناعية بزيادة النشاط المفرط وصعوبة التركيز لدى الأطفال الحساسية والطفح الجلدي حيث يصاب بعض الأطفال بالتهابات جلدية أو مشكلات تنفسية بعد استهلاك المنتجات المحتوية على إي مئة واثنان وإي مئة وعشرة اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والانتفاخ والتلبك المعوي خاصة عند الإفراط في تناول الأغذية المصنعة تأثيرات سامة مزمنة حيث ناقشت بعض الدراسات علاقة الألوان الصناعية بزيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان نتيجة تراكمها داخل الجسم

البدائل الطبيعية الأكثر أمانًا

يلجأ مصنعو الأغذية الصحية إلى الألوان الطبيعية المستخلصة من مصادر نباتية أو حيوانية كونها أكثر أمانًا وقبولًا صحيًا
أبرز مصادر الألوان الطبيعية تشمل البنجر لإنتاج اللون الأحمر الكركم والزعفران للحصول على الأصفر والبرتقالي التوت والعنب لمستخلصات الألوان البنفسجية والزرقاء الكاكاو والقهوة للحصول على اللون البني الطبيعي الكراميل الذي يستخدم في إعطاء اللون البني الداكن للحلويات والمشروبات

الجدل حول استخدام الألوان الصناعية

يرى مصنعو الأغذية أن الألوان الصناعية ضرورية لتحسين التسويق الغذائي وتخضع لرقابة صحية صارمة ومن ناحية أخرى يطالب خبراء التغذية باللجوء إلى البدائل الطبيعية مثل ألوان الفواكه والخضروات خاصة في منتجات الأطفال وتحدد منظمات صحية دولية مثل منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية الجرعات اليومية المسموح بها لكنها توصي بالحذر عند استخدامها

دور البحث العلمي والتوعية المجتمعية

يسعى البحث العلمي إلى كشف الأضرار المحتملة للألوان الصناعية وتطوير بدائل طبيعية أكثر استقرارًا داخل الصناعات الغذائية كما أطلقت الهيئات الصحية حملات توعية لتثقيف الآباء حول خطورة الإفراط في استهلاك المنتجات المحتوية على ألوان صناعية

رغم دورها في تحسين المظهر الغذائي تبقى الألوان الصناعية مصدر قلق صحي خصوصًا للأطفال ما يجعل الوعي المجتمعي وتطوير البدائل الطبيعية خطوة ضرورية لضمان سلامة الأغذية في المستقبل

اقرا ايضا:

الصحة» تنظم مؤتمرًا طبيًا وتوعويًا لأهمية الاكتشاف المبكر لمرض الثلاسميا

وزارة الصحة تحذر: اضطرابات نفسية قد تظهر في سلوك الأطفال.. هذه العلامات تستدعي الانتباه

وزير الصحة: تكافل وكرامة يعالج جذور المرض والتمييز وليس مجرد دعم اجتماعي