مشكلات التفكير والذاكرة والزهايمر.. اختبار جديد يساعد في تحسين الحالات

كتبت: أصالة وطن

في سعي العلماء المستمر لتحسين سبل العلاج والتشخيص لمرض الزهايمر، تم تطوير اختبار جديد يعد بمثابة خطوة هامة نحو فهم أفضل للمشكلات المرتبطة بالتفكير والذاكرة، مما يسهم في تحديد العلاجات الأنسب للمرضى. يوفر هذا الاختبار الجديد فحصًا دقيقًا للدم يساعد الأطباء في تشخيص الزهايمر بدقة ومعرفة مدى تقدم المرض، مما يعزز فرص العلاج الفعّال.

أهمية الاكتشاف في تحسين التشخيص والعلاج

وفقًا لتقرير نُشر في صحيفة “ذا جارديان”، توصل فريق من الباحثين إلى اختبار دم مبتكر مخصص للمرضى الذين يعانون من مشاكل في التفكير والذاكرة. يهدف هذا الفحص إلى مساعدة الأطباء في تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من مرض الزهايمر، وكيفية تحديد المراحل المختلفة لهذا المرض.

يؤكد الفريق الذي طور هذا الفحص أن هذه التقنية قد تساعد في تحديد الأدوية الأكثر فعالية للمريض. على سبيل المثال، أدوية جديدة مثل “دونانيماب” و”ليكانماب” أظهرت فاعلية في إبطاء تطور مرض الزهايمر، ولكن تأثيرها يكون أكبر لدى المرضى الذين في مراحل مبكرة من المرض.

تصريحات العلماء حول الفحص الجديد

في هذا السياق، أكد البروفيسور أوسكار هانسون من جامعة لوند، الذي شارك في تأليف الدراسة، على ضرورة وجود أدوات تشخيص دقيقة وفعالة من حيث التكلفة لمرض الزهايمر. وقال هانسون: “بما أن العديد من الدول قد وافقت مؤخرًا على الاستخدام السريري للعلاجات المستهدفة للأميلويد مثل دونانيماب وليكانماب، فإن التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية.”

يعتبر تكوين لويحات من البروتين بيتا أميلويد وتشابكات من بروتين آخر يُسمى “تاو” من السمات المميزة لمرض الزهايمر.

تفاصيل الاختبار الجديد

في مقال نُشر في مجلة “نيتشر ميديسن”، أوضح هانسون وزملاؤه أن الأجزاء المرتبطة ببروتين “تاو”، والتي تُسمى “eMTBR-tau243″، يمكن اكتشافها في الدم، وهذا يرتبط بتراكم تشابكات تاو في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، ولا يظهر في أمراض أخرى.

وكشفت تحليلات الفريق التي شملت 902 مشارك أن مستويات هذا الجزء من تاو كانت مرتفعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض الزهايمر أو ضعف إدراكي خفيف، وكانت أعلى لدى الأشخاص المصابين بالخرف. ومن اللافت أن هذه المستويات لم ترتفع لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي ناتج عن أمراض أخرى.

آراء الخبراء حول نتائج الاختبار

البروفيسورة تارا سبايرز جونز، الخبيرة في مجال التنكس العصبي بجامعة إدنبرة والتي لم تشارك في الدراسة، أكدت أن النتائج تعتبر واعدة للغاية من الناحية العلمية. وأضافت: “هذا المؤشر أظهر أداءً أفضل من الاختبارات الحالية، ويمكن أن يساعد في تتبع فعالية الأدوية الجديدة في التجارب السريرية.”

لكنها حذرت من أن هذا الاختبار ليس مضمونا لتشخيص مرض الزهايمر. وأوضحت أن الفحص يتطلب أساليب علمية معقدة والتي تتوافر حاليًا فقط في المختبرات المتخصصة، مما يعني أنه لن يكون متاحًا بشكل روتيني دون مزيد من التحقق والتطوير للوصول إلى اختبار أسهل وأرخص.

خاتمة

إن الاختبار الجديد يمثل خطوة مهمة نحو تحسين طرق التشخيص والعلاج لمرض الزهايمر ومشكلات الذاكرة والتفكير. ومع التقدم المستمر في البحث والتطوير، قد يصبح هذا الفحص أداة لا غنى عنها في رحلة العلاج، مما يعزز فرص المرضى في الحصول على رعاية صحية دقيقة وفعّالة في مراحل المرض المختلفة.

الكلمات المفتاحية:
الزهايمر، اختبارات الدم، مرض الزهايمر، التفكير، الذاكرة، علاج الزهايمر، الفحص الجديد، البروتين تاو، الخرف، ضعف إدراكي.