أيمن جابر يكتب : هل يسير الزمالك على خطى الترسانة!؟

سؤال منطقي جدًا، والزمالك بالفعل يمر بأزمة إدارية ومالية ممتدة منذ عقود، رغم تحقيقه بطولات محلية وقارية خلال هذه الفترة.

نادي الترسانة كان لديه نفس الظروف تقريبًا—شعبية كبيرة، تاريخ قوي، بطولات، حقق الدوري المصري مرة واحدة عام 1962-1963، وكان وصيفًا عدة مرات.

فاز بـ كأس مصر 6 مرات، وكان دائم المنافسة في بطولات الكأس… امتلك نجومًا كبار مثل حسن الشاذلي (الهداف التاريخي للدوري المصري)، مصطفى رياض، بدوي عبد الفتاح وغيرهم.

رغم امتلاك الترسانة قاعدة جماهيرية لا بأس بها، إلا أنها لم تكن بحجم جماهير الأهلي والزمالك. لكن الإدارة السيئة وعدم الاستقرار أوصلوه إلى الدرجة الأدنى، ولم تستطع جماهيره إيقاف التدهور.

مشاكل الزمالك المزمنة

● صراعات إدارية متكررة… منذ التسعينيات، النادي يعاني من نزاعات إدارية بين رؤسائه وأعضاء مجلس الإدارة… حالة عدم الاستقرار تؤدي إلى تغيير المدربين واللاعبين بشكل مستمر.

● الأزمات المالية والديون… الزمالك يعاني من ديون ضخمة، سواء لمصلحة الضرائب أو للاتحاد الدولي (FIFA) بسبب قضايا لاعبين ومدربين سابقين… قلة الموارد المالية مقارنة بالأهلي الذي يمتلك استثمارات ورعاية قوية.

● التفريط في اللاعبين… النادي فقد نجومًا كبارًا بسبب المشاكل المالية أو الإدارية مثل فرجاني ساسي، أشرف بن شرقي، محمود كهربا، عبد الله السعيد، إمام عاشور وغيرهم.

● التمسك بنظرية المؤامرة… بدلًا من مواجهة المشاكل وحلها، هناك دائمًا خطاب إعلامي يتحدث عن ظلم تحكيمي أو مؤامرات ضد النادي، مما يزيد من الانقسامات الداخلية.

الفرق الجوهري بين الزمالك والترسانة هو حجم الجماهير، فالزمالك يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة قادرة على التأثير، بعكس الترسانة الذي فقد الدعم الشعبي مع مرور الوقت. هذا يمنح الزمالك فرصة للبقاء في المنافسة، لكن استمرار الأزمات المالية والصراعات الداخلية قد يضعفه لدرجة يصعب معها التعافي.

الجماهير قد تكون حائط الصد الأخير، لكنها وحدها لا تكفي. إذا لم يتم إصلاح الإدارة، وتأمين مصادر دخل ثابتة، والتخلص من النزاعات الداخلية، فسيبقى الزمالك في دائرة الأزمات، وربما يواجه مصيرًا مشابهًا للترسانة، حتى لو لم يصل إلى الدرجة الأدنى.