دانغ شياوبنغ.. الرجل الذي غير مسار التاريخ الصيني

كتبت/رانيا محمود

بعد وفاة مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ في عام 1976، ظهرت شخصية دانغ شياوبنغ وتمكن بفترة قصيرة من الوصول إلى قمة السلطة في الصين. وخلال فترة حكمه، أدخلت إصلاحات جذرية في الصين واعتمد اقتصاد السوق، مما ساعد في جذب العديد من المؤسسات العالمية الكبرى، وأطلق عليه لقب “مهندس الصين الحديثة”.

 

 

ودرس شياوبنغ في فرنسا والاتحاد السوفيتي، حيث تعرض لمضايقات أمنية في فرنسا بسبب نشره للأفكار الشيوعية في مصانع مؤسسة رينو.

 

أقرا أيضا : انتحل صفة رجل شرطة لشهرين بسبب الملل

 

وبفضل تعليمه الشامل في الاتحاد السوفيتي، تمكن دانغ شياوبنغ من تطبيق الأفكار الشيوعية في الصين بعد عودته إلى وطنه.ومن بين الإصلاحات التي أدخلها دانغ شياوبنغ في الصين كانت إصلاحات في المجال الزراعي وتطوير صناعة السيارات والمصانع الكبيرة وجذب الاستثمارات الأجنبية. ولكن رغم نجاحاته في الإصلاحات الاقتصادية، فإن دانغ شياوبنغ كان يتحمل مسؤولية قمع الحريات السياسية واضطهاد المعارضين للنظام الشيوعي، مما أدى إلى تدهور حقوق الإنسان في الصين خلال فترة حكمه.

 

وفي عام 1989، اندلعت احتجاجات طلابية واسعة في الصين، وطالب المتظاهرون بالديمقراطية والحريات السياسية.

 

وفي محاولة لإخماد هذه الاحتجاجات، أمر دانغ شياوبنغ بإرسال الجيش الصيني إلى ساحة تيانانمن في بكين، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من المتظاهرين.

 

وبعد هذه الأحداث، تراجع نجم دانغ شياوبنغ في الصين، وتم إقالته من منصبه في عام 1992، وتوفي في العام 1997.

 

وبعد تراجع نجم دانغ شياوبنغ في الصين، تم إجراء تحقيقات في أنشطته وسياساته، وتم الكشف عن العديد من الانتهاكات التي ارتكبت في فترة حكمه.

 

وتم إزالة اسمه وصورته من الأماكن العامة في الصين، وكان الحديث عن دور وسياساته محظوراً في الإعلام الصيني لفترة طويلة.

 

ولا يزال النقاش مستمراً حول تأثير دانغ شياوبنغ على التاريخ الصيني والعالمي، وحول الجوانب الإيجابية والسلبية لحكمه وإصلاحاته.

وعلى الرغم من المحاولات التي تمت لإزالة آثاره من الذاكرة الصينية، فإن دوره لا يزال يشغل مكانة مهمة في السياسة والاقتصاد والتاريخ الصيني.