مسلسلات رمضان والانفصال عن المجتمع ! .

 

كتب : محسن وفقي .

ما هدف الدراما المعروضه في شهر رمضان ؟! رغم انه تساؤل حول البديهيات إذ يفترض أن السينما والفن والدراما والمسرح والإعلام وجميع وسائط وأجهزة الثقافه ان تعمل على تحقيق الأهداف الوطنيه والقومية للدول العصرية وتهيئة الرأي العام وتنمية الوعي لحل المشكلات الاجتماعيه الموجوده لذا كان يفترض ان تقوم كل الوسائط الثقافيه السابقة بالعمل على ترسيخ قيم تحقق التماسك المجتمعي مثل المحبه والتسامح ونبذ التعصب والتطرف والعنف والجريمه بكافه اشكالها ، وكذا التصدى للفكر العشوائي والخرافي والتصدي لهوس الاستهلاك المفرط الذي يكلف الأفراد والاسره والدولة كلها نفقات باهظه خاصه مع كم الاستيراد للعديد من المنتجات التي لا تمثل ضروره للأفراد أو المجتمع ، القائمة طويلة للادوار الوظيفية للفن والثقافه والأدباء والمثقفين يمكن تلخيصها في كلمتين الفن رساله ومسئولية ؛ ولهذا فهو سبيل التقدم للدول العصريه وهذا بطبيعه الحال لا يتناقض مع الربح وتحقيق مكاسب معقوله لما يسمى بطبقه او فئة الفنانين بشرط إلا يكون هذا على حساب رساله الفن .

واجدني مضطر مسبقا ان أؤكد اني لست مع تقييم عمل فني إلا بعد اكتمال حلقاته ، ولكن هذا حال كنا أمام عمل فني حقيقي وابداع حقيقي ، حيث يؤكد طغيان الكم على الكيف وأيضا بروز اسم النجم او النجمه الواحده على العمل الدرامي أننا لا نكون صادقين مع أنفسنا ان اعتبرنا أن هذه مشاريع فنيه حقيقيه ، كما يدل على ذلك انفصال أغلب الأعمال الدرامية عن المجتمع اصلا ، وهذا ما دفع نشطاء بالتواصل الاجتماعي عن إبداء استيائهم من بعض الأعمال الدراميه ورغم أن أغلب التعليقات ليست من نقاد متخصصين إلا انه تستحق الاهتمام خاصه فيما أكدته التعليقات من تكرار النجم الواحد لنفس المشاهد ونفس النمط الذي تقولب فيه وحصر فيه نفسه مما يعكس حاله الإفلاس الفكري لأجيال من الكتاب المعاصرين والذي غابت عنهم في الغالب مفهوم رساله الفن ومسئولية الأديب والمبدع والمثقف والفنان ، أما ثاني الملاحظات من تعليقات متابعي التواصل فهي انفصال أغلب الأعمال الدراميه عن روح المجتمع المصري واختفاء أنماط تعبر عن البطل المصري الحقيقي ورب الأسره المواطن البسيط الذي يكافح من أجل تربيه أبنائه وتحقيق مستقبل أفضل كما غابت الام المصريه التي تحتوي أسرتها في ظل كثير من القيم والثقافات الوافده على مجتمعنا ، غابت كثير من النماذج المصريه الايجابيه عن الدراما وبرز العنف والفهلوة والقفز على القيم ومخالفه القانون لتحقيق الثراء السريع ، دون أي مراعاه لمخاطر ذلك على الشباب والفتيات في مراحل عمريه معينه ، غاب العقل وبرز السحر والخرافة في الدراما التي يفترض انهاتسهم في تنمية وعي شعبنا وتعمل على رقي مجتمعنا ، كل ما سبق لا يحزنني كمواطن تربي علي قيم معينه كان احد اهم مصادرها الفن والموسيقي والدراما والسينما وكتابات المثقفين والمفكرين ، ولكن ما يزيد الأسى هو غياب دور المخططين الثقافين والاجتماعين في وضع أهداف قوميه للثقافة ووسائطها السابقة ، وكذا غياب دور البرلمان الرقابي على ما يحدث ، وكذا غياب دور لضرائب على الدخل من حجم هذا الإنفاق في الأعمال الدراميه والإعلانات والشركات وإذا كان ثمة عائق في التشريعات فلماذا لا تقوم الأحزاب بطرح الموضوع للنقاش ويقوم نواب الأحزاب بتقديم مقترحات بمشروع قانون يحمي بلدنا من ظواهر باتت بالفعل تحتاج لتحليل علمي وموضوعي لكافه أبعادها وتداعياتها الاجتماعية !!.