التضامن تتلقى تبرع بـ38 مليون جنيه من فاعل خير لأسر ضحايا حادث طريق المنوفية المروع

كتب أصالة وطن

في لفتة إنسانية نادرة تُجسد أسمى معاني التكافل والتضامن المجتمعي، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي في مصر عن تلقيها تبرعًا سخيًا بقيمة 38 مليون جنيه مصري من أحد رجال الأعمال، لصالح أسر ضحايا حادث أشمون المأساوي، الذي وقع على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، وأودى بحياة 19 شخصًا أغلبهم من الفتيات.

تفاصيل التبرع: 2 مليون جنيه لكل أسرة

وأوضحت الوزارة أن التبرع تم تخصيصه بالكامل لصالح أسر الضحايا، حيث سيُمنح 2 مليون جنيه لكل أسرة فقدت أحد أفرادها في الحادث، وذلك في إطار دعمهم وتخفيف الأعباء المعيشية والنفسية عنهم بعد الفاجعة الأليمة. ويجري التنسيق الكامل بين وزارة التضامن الاجتماعي، والمؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن وبكل شفافية.

وزيرة التضامن: نشكر المتبرع ونعمل على إنهاء الإجراءات بسرعة

وقدمت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، الشكر والتقدير لفاعل الخير، الذي رفض الإفصاح عن اسمه وطلب تسجيل التبرع باسم “فاعل خير”، مؤكدة أن المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي انتهت من كافة الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بتحويل المبالغ المالية، تمهيدًا لتسليمها مباشرة لأسر الضحايا خلال الأيام القليلة المقبلة.

مأساة طريق أشمون: مصرع 18 فتاة وسائق وإصابة 3 آخرين

وكان الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية قد شهد يوم الجمعة الماضي حادثًا مروعًا بين سيارة ميكروباص تقل عددًا من الفتيات المتجهات إلى عملهن بنظام اليومية، وشاحنة نقل ثقيل، ما أسفر عن وفاة 18 فتاة بالإضافة إلى السائق، وإصابة 3 فتيات أخريات بجروح متفاوتة. تعود أصول جميع الضحايا إلى قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، ما أثار حالة من الحزن العميق داخل القرية وفي أنحاء الجمهورية.

قرية كفر السنابسة ترتدي السواد

وفي مشهد مؤلم، شيّعت قرية كفر السنابسة جثامين الضحايا وسط حالة من الحزن والحداد الجماعي، حيث وصف أهالي القرية الحادث بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، خاصة أن الضحايا كن فتيات صغيرات في مقتبل العمر، يذهبن للعمل من أجل إعالة أسرهن.

تحرك رسمي ودعم مجتمعي واسع

عقب الحادث، سارعت وزارة التضامن الاجتماعي إلى التحرك على الفور، حيث أرسلت فرق دعم نفسي واجتماعي إلى أهالي الضحايا، وتم تخصيص تعويضات عاجلة من صندوق الإغاثة، إلى جانب دعم معنوي مستمر من قبل مديريات التضامن بالمحافظة.

كما لقي الحادث صدى واسعًا لدى المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تم الإعلان عن عدد من المبادرات الخيرية لدعم أسر الضحايا وتوفير فرص عمل بديلة لأسر الفتيات.

فاعل الخير: مثال حي على المسؤولية المجتمعية

ويُعد التبرع الذي قُدم دون الإفصاح عن اسم صاحبه نموذجًا نادرًا من الكرم والتكافل الاجتماعي، حيث يعكس مدى إحساس رجال الأعمال المصريين بمسؤوليتهم تجاه المجتمع، وخاصة في مثل هذه اللحظات المؤلمة التي تمس حياة وكرامة المواطن البسيط.

وأكدت وزارة التضامن أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة المواطنين في الدور الاجتماعي لمؤسسات الدولة، وتُعد دعوة مفتوحة لتكرار مثل هذه الأعمال النبيلة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها العديد من الأسر.

الوزارة: نتابع الحالات المصابة بشكل مستمر

من جانبها، تواصل وزارة التضامن الاجتماعي متابعة الحالة الصحية للمصابات الثلاث، حيث يتم تقديم كافة أشكال الرعاية لهن سواء داخل المستشفيات أو من خلال فرق الدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى الدعم المادي الذي سيُقدّم لهن أيضًا ضمن نطاق خطة التدخل الشامل بعد الكوارث.

ختامًا: الأمل في مواجهة الألم

ورغم الألم الكبير الذي خلفه الحادث، فإن وقوف المجتمع جنبًا إلى جنب، سواء من خلال المبادرات الفردية أو تدخل الدولة، يبعث برسالة أمل قوية في مواجهة المحن. ويأمل كثير من الأهالي أن يكون هذا التبرع خطوة أولى نحو رعاية شاملة لأسر الضحايا، سواء من خلال برامج دعم نقدي أو فرص تعليم لأبناء الضحايا، وتأمين صحي شامل، حتى لا يذهب فقد الأحبة دون أن يخلف بصمة من التغيير للأفضل.

---