بالتعاون مع الأزهر الشريف | أوقاف سوهاج : تعقد ندوة بعنوان ” قوة الإيمان وأثرها في الحفاظ على النفس “

متابعة احمد على البدرى

في زمن تتعدد فيه التحديات، وتكثر فيه المغريات، وتضطرب فيه النفوس بين أزمات الحياة ومخاوف المستقبل، يبقى الإيمان بالله هو الركيزة الأولى في حفظ النفس واستقرارها، والدرع المنيع الذي يحصّنها من الاضطراب والانهيار. من هذا المنطلق، جاءت الندوة الموحدة التي نظّمتها مديرية أوقاف سوهاج بالتعاون مع منطقة وعظ سوهاج، مساء الثلاثاء 20 مايو 2025م، عقب صلاة المغرب، ضمن برنامج “المنبر الثابت”، بعنوان: “قوة الإيمان وأثرها في الحفاظ على النفس”، في إطار التعاون بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، و الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف تناول السادة الأئمة والوعاظ خلال الندوة أوجه تأثير الإيمان في النفس الإنسانية، مؤكدين أن الإيمان ليس مجرد عقيدة ذهنية، بل هو طاقة روحية تبني شخصية الإنسان، وتمنحه القوة والثبات أمام تقلبات الحياة.

فالمؤمن ينظر إلى البلاء على أنه اختبار، ويقابل النعمة بالشكر، والضراء بالصبر، مطمئنًا إلى وعد الله، ومتوكلًا عليه في كل أمره. وهذا ما يجعله متماسكًا في الشدائد، بعيدًا عن الانهيار أو الهروب أو الانحراف

كما أكد العلماء أن قوة الإيمان تُنتج نفسًا سوية، متزنة، لا تنجرف مع التيارات السلبية، ولا تستسلم للضغوط النفسية والاجتماعية، بل تواجهها بروح راضية، ووعي ناضج، مستمدة عزيمتها من الثقة بالله واليقين برحمته.

وبيّنوا أن الإيمان يزرع في القلب الطمأنينة التي عبّر عنها القرآن الكريم بقوله: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب “وفي هذا السياق، صرّح الدكتور محمد أبو سعدة، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، بأن هذه الندوات تأتي تعزيزًا لقيم الإسلام الأخلاقية، وحرصًا من الوزارة على بناء الإنسان نفسيًا وروحيًا، مشيرًا إلى أن الحفاظ على النفس من الانهيار النفسي والسلوكي يبدأ من بناء إيمان قوي، وربط السلوك اليومي بالقيم الدينية. وأضاف أن برنامج “المنبر الثابت” هو نافذة توعوية تثقيفية تسعى إلى بث الأمل في النفوس، وتحقيق السلام الداخلي للأفراد والمجتمعات

وقد لاقت الندوة استحسانًا كبيرًا من الحضور في المساجد المختلفة، حيث عبّر الأهالي عن سعادتهم بطرح هذا الموضوع الذي يمس حياتهم اليومية، ويعالج أبعادًا نفسية وروحية يعاني منها كثيرون، في ظل ضغوط العصر، مؤكدين أن الإيمان الحقيقي هو مفتاح الأمان النفسي والاستقرار الاجتماعيوتواصل وزارة الأوقاف بالتنسيق مع الأزهر الشريف جهودها في تقديم خطاب ديني واعٍ، يعالج قضايا الواقع، ويربط تعاليم الإسلام بالحياة اليومية للناس، ويؤسس لنفوس قوية، ثابتة، مؤمنة، لا تضعف أمام الفتن، ولا تنهار أمام المحنفما أحوجنا اليوم إلى الإيمان الصادق الذي يحفظ النفس من التردي، ويوجهها نحو الخير، ويمنحها السكينة مهما اشتدت الأزمات وتوالت الابتلاءات