مدحت فقوسة.. “ساحر بورسعيد” الذي قاد مصر إلى المجد العالمي وخلده التاريخ!

كتب: أحمد علي البدري

نجوم خارج القطبين.. أساطير صنعت التاريخ

في عالم كرة القدم المصرية، اعتاد المشهد أن يكون محصورًا بين القطبين الأهلي والزمالك، لكن هناك نجومًا سلكوا طريقًا مختلفًا، رافضين أن يكون المجد حكرًا على أندية بعينها. من المحلة إلى الإسماعيلية، ومن الإسكندرية إلى بورسعيد، سطعت أسماء صنعت التاريخ دون الحاجة إلى ارتداء القميص الأحمر أو الأبيض، ومن بينهم النجم الراحل مدحت فقوسة، الذي قاد مصر إلى إنجاز عالمي خالد.

ميلاد أسطورة بورسعيدية

وُلد مدحت السيد فقوسة في بورسعيد في 1 أبريل 1946، وسط أسرة كروية عريقة، حيث كان جده ثالث رئيس للنادي المصري عام 1920، ووالده أحد أبطال الفريق المتوجين بكأس السلطان موسم 1933-1934. نشأ بين أزقة المدينة الساحلية، حيث عشق كرة القدم منذ نعومة أظافره، ليلتحق لاحقًا بصفوف ناشئي النادي المصري، حيث بدأ بزوغ نجمه تحت إشراف المدرب الراحل عادل الجزار.

رحلة احترافية بين المصري والأهلي والطيران

مع تولي المدرب كوكيزا قيادة المصري عام 1964، تألق فقوسة بفضل مهاراته الفريدة في التسديد واللعب بالرأس، ما جعله أحد أبرز المواهب الصاعدة. في موسم 1965/1966، التحق بكلية الطيران ولعب لنادي الطيران في الدوري الممتاز، لكنه عاد ليخطف الأضواء عندما انتقل إلى الأهلي عام 1967، حيث لعب حتى نهاية موسم 1970/1971، ليصبح أحد نجوم تلك الحقبة الذهبية.

العقلية الأكاديمية وبداية مشوار التدريب

لم يكن فقوسة مجرد لاعب موهوب، بل امتلك رؤية أكاديمية، حيث حصل على بكالوريوس التربية الرياضية ودبلوم الدراسات العليا في كرة القدم من جامعة الزقازيق. بدأ مسيرته التدريبية عام 1976 مع ناشئي المصري، ثم أصبح مساعدًا للمدرب الأسطوري بوشكاش في قيادة الفريق الأول موسم 1979/1980، محققًا المركز الثالث في الدوري، وهو إنجاز غير مسبوق للفريق البورسعيدي.

انتقل إلى السعودية عام 1981 ليقود فريق الرائد، ثم عاد ليعمل مساعدًا للأرجنتيني أوسكار فيلوني في المصري، قبل أن يقود المريخ البورسعيدي للصعود إلى الدوري الممتاز عام 1991.

إنجاز عالمي للكرة المصرية

في 1993، حصل فقوسة على فرصة تاريخية عندما تم اختياره مديرًا فنيًا للمنتخب العسكري المصري، وكانت المهمة واضحة: تحقيق إنجاز عالمي. بفضل خططه التكتيكية الفريدة، قاد المنتخب للفوز بكأس العالم العسكرية في المغرب، ليصبح أول مدرب يحقق هذا الإنجاز لمصر.

تكريم الدولة وخلود الاسم في التاريخ

نتيجة لهذا النجاح، حصل فقوسة على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، تقديرًا لإنجازه الكبير الذي رفع اسم مصر عالميًا. لم يكن مجرد مدرب ناجح، بل شخصية محبوبة بروحه المرحة، التي جعلته قريبًا من اللاعبين والجماهير.

رحيل الأسطورة وخلود الإرث

برحيل مدحت فقوسة، فقدت الكرة المصرية رمزًا من رموزها الخالدة، لكنه سيبقى دائمًا في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، كواحد من ألمع النجوم الذين كتبوا التاريخ بأقدامهم وعقولهم.

الكلمات المفتاحية الأكثر بحثًا: مدحت فقوسة، النادي المصري، كأس العالم العسكرية، الأهلي، تدريب كرة القدم، أساطير الكرة المصرية، الكرة البورسعيدية.