اليتيم في رؤية علي جمعة… لماذا أوصانا النبي برعايته؟

أصالة وطن

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في حديثه تحت عنوان “اليتيم مدرسة أخلاقية”، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا المبادئ الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المجتمع المسلم، مشيرًا إلى أن رعاية اليتيم تمثل جزءًا أساسيًا من الأمن المجتمعي الذي دعا إليه الإسلام. وقال جمعة إن النبي علمنا كيف نكون أفرادًا فاعلين في المجتمع وكيف نعمل سويا من أجل صالح الجميع، مضيفا أن اليتيم يمثل مدرسة أخلاقية يجب أن نتعلم منها الرحمة والعطاء.

اليتيم مدرسة أخلاقية

وأوضح علي جمعة في خطبته أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن اليتيم، لم يقتصر على التعاطف معه فحسب، بل قدمه كمثال حي للإنسانية التي ينبغي أن نتمثلها في تعاملاتنا اليومية. وأضاف جمعة أن رسول الله ﷺ قد جعل رعاية اليتيم سمة من سمات المجتمع القوي المتماسك، مثلما قال في الحديث النبوي “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”، وهو تشبيه يؤكد على ضرورة التعاون والتكامل بين أفراد المجتمع.

وأشار علي جمعة إلى أن اليتيم قد فقد جزءًا من اجتماعه البشري الطبيعي بفقدانه الأب والأم، وبالتالي فهو في حاجة ماسة إلى دعم المجتمع. وأوضح أن النبي ﷺ أمرنا برعايته، وأكد أن من يضع يده على رأس اليتيم يكون له الأجر والحسنات بعدد شعر رأسه، مشيرا إلى أن هذا الحديث يحمل في طياته دعوة إلى تفاعل المجتمع مع اليتيم وليس فقط مراعاة احتياجاته المادية، بل أيضا الروحية والعاطفية.

العطاء وحب اليتيم

وأكد علي جمعة أنه إذا فهمنا معنى هذا الحديث النبوي، يجب أن نبحث عن اليتيم بأنفسنا ونقدم له العطاء والحب. وأضاف أنه من خلال هذه العلاقة، لا يمكن للإنسان أن يتكبر على اليتيم أو يشعره بأنه في موضع ضعيف، بل يجب أن نراه كمصدر للرحمة والمغفرة لنا عند الله. كما دعا إلى أن يكون العطاء من خلال الحب والنية الطيبة، لأنه بذلك يتحقق ربط المجتمعات وحمايتها من التفكك.

توجيهات النبي في رعاية اليتيم

وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ دعا إلى أهمية التعاون الجماعي في جميع أمور الحياة، وليس فقط في الأوقات العصيبة. وقال النبي ﷺ: “يد الله على الجماعة”، وهذا يعكس أهمية الوحدة والتعاون بين أفراد المجتمع لتحقيق التوازن والاستقرار.

أهمية كفالة اليتيم وفق الشريعة الإسلامية

وفي نفس السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية تأمر بكفالة اليتيم في جميع جوانب حياته، سواء كانت مادية أو معنوية. وقالت أن كفالة اليتيم تشمل توفير احتياجاته من مأكل، مشرب، ملبس، مسكن، تأديب، تعليم، وتثقيف، وصولاً إلى مرحلة الاستقلال النفسي والاجتماعي والمالي، بما يعزز قدرته على بناء أسرته الخاصة ويكون قادرًا على إعالة نفسه ومن يعول.

خاتمة

ختم علي جمعة خطبته بالتأكيد على أن المجتمع يجب أن يتحد من أجل رعاية اليتيم وتوفير جميع سبل العيش الكريمة له، مما يساعد في بناء مجتمع قوي ومتعاون يسوده المحبة والتكافل الاجتماعي.

الكلمات الدلالية:

رعاية اليتيم

تعليم النبي ﷺ

الأخلاق الإسلامية

كفالة اليتيم

الأمن المجتمعي

العطاء والرحمة

الشريعة الإسلامية

دار الإفتاء المصرية

المجتمع الإسلامي