“هل يجوز ترك العمل لأداء صلاة التراويح؟ دار الإفتاء تجيب بالتفصيل”

متابعة ناهد مصطفى

مقدمة
مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يزداد الإقبال على المساجد لأداء صلاة التراويح، التي تعد من أبرز العبادات التي يحرص المسلمون على أدائها خلال هذا الشهر الفضيل. لكن يبقى السؤال الأبرز: هل يجوز للموظفين ترك أعمالهم خلال ساعات الدوام الرسمي لأداء صلاة التراويح؟ دار الإفتاء المصرية توضح الإجابة بالتفصيل.

صلاة التراويح وعلاقتها بساعات العمل
صلاة التراويح من النوافل التي يؤديها المسلمون في ليالي رمضان، وتستغرق في المتوسط نحو 40 دقيقة. ومع اقتراب نهاية الشهر، يزداد الإقبال عليها، مما يدفع الكثير من الموظفين للتساؤل عن إمكانية أدائها خلال ساعات العمل الرسمية.

دار الإفتاء توضح حكم ترك العمل لأداء التراويح
أوضحت دار الإفتاء أن الموظفين يرتبطون بعقود عمل تفرض عليهم الالتزام بأداء مهامهم خلال أوقات محددة مقابل أجر محدد. وبالتالي، لا يجوز لهم الانشغال بأعمال أخرى خلال ساعات العمل، إلا في الحالات التي يسمح بها العرف أو لوائح العمل.

وأشارت إلى أن الصلوات المفروضة وما يتطلبه أداؤها من طهارة واستعداد تعد مستثناة من الالتزامات الوظيفية، لكن هذا الاستثناء لا ينطبق على صلاة التراويح، لأنها نافلة وليست فرضًا.

أولوية الواجبات على المستحبات
أكدت دار الإفتاء أن أداء المهام الوظيفية يعد واجبًا تعاقديًا، ولا يجوز للموظف أن ينشغل عنه حتى ولو بعبادة مستحبة مثل صلاة التراويح، ما لم يكن هناك تصريح بذلك في أنظمة العمل.

وأضافت أن حقوق العباد قائمة على المشاحّة، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة، وبالتالي فإن تقديم السنن على الواجبات يُعد إخلالًا شرعيًا ومهنيًا.

خاتمة
بناءً على ذلك، لا يحق للعامل مغادرة مكان العمل خلال الدوام الرسمي لأداء صلاة التراويح، باستثناء الوقت المخصص للصلوات المفروضة. ويمكن لمن يرغب في أداء صلاة التراويح أن يؤديها منفردًا أو جماعة في أي وقت من الليل أو أن يقضيها نهارًا بعد ارتفاع الشمس.